مقالات معاذ خلف

السعودية إنطلاقة أم كبوة ؟

السعودية إنطلاقة أم كبوة ؟

رادار 360 _ معاذ خلف

ان تعيش دولتك في رجعية و تخلف ، وبعيدا عن مظاهر العولمة و التنمية والتطور ، فقط لأنها قبلة المسلمين في الأرض  فهذا ليس انصافا!

السعودية دولة حديثة حيث تأسست و أعلنت في العام 1932 م ولكن الأرض لها تاريخ ضارب في أعماق البشرية ، منذ أن أقام خليل الله ابراهيم الكعبة لأول مرة ، و هذا الثراء الإسلامي لم يكن صدفة بل لأن بها قبلة المسلمين و مسجد رسول الله ، و فعاليات حج البيت كل عام تجعل من السعودية أرضا زاخرة بالطقوس الإسلامية ، و تعكس صورة للعالم أن هذه أرض خلقت للمسلمين فقط دون غيرهم ، ولا يمكن ان يحدث بها اي أنشطة خلافا لما ذكر في كتاب الله وسنة نبيه .

كان هذا الإعتقاد السائد حتى وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، الى ان تولى الملك سلمان الملك ، ووضع ولي العهد ابنه الأمير محمد بن سلمان ، اتسعت الرؤية ، و بدأ الأمير محمد التفكير بروح الشباب العصري الواعي ، في كيفية احداث نقلة كبيرة سياسية و تنموية في مسيرة السعودية كدولة بعيدا عن المشاعر المقدسة للمسلمين .

فقد اتخذ قرارا بالتنمية الإقتصادية أولا لخلق بدائل اقتصادية للنفط كمورد اساسي للدولة ثم تنمية سياحية و عمرانية ، حتى أطلق مشروع تأسيس و بناء مدينة نيوم ، و هي مدينة كبيرة عصرية ذكية تقع على سواحل البحر الأحمر ، مشروع بهذا الحجم كان كفيل بجعل السعودية وجهة للمستثمرين العرب و الأجانب مما أحدث قفزة كبيرة في اقتصاد المملكة، و قد حقق ذلك بنجاح .

السعودية تعد حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية ، و كافة التكنولوجيا و الأسلحة تنقل من امريكا للسعودية فور صدورها ، غير ان نمط الحياة السابق للمملكة السعودية لم يكن يليق بدولة تعد شريك استراتيجي للولايات المتحدة اقوى دولة بالعالم و الأكثر تطورا وتحضرا، و هنا بدأت وسائل الترفيه في الدخول الى المملكة بتخطيط من الشيخ تركي آل الشيخ و اشراف ولي العهد بن سلمان ، على ان يحدث فصل كلي بين المشاعر المقدسة للمسلمين و طقوس التحفظ و عدم الإنحلال في أرض الحرمين ، و مظاهر الرقي الغربي التي كانت مفروضة لزاما حتى تتحول المملكة الى دولة عصرية و قبلة سياحية .

استقطب الشيخ تركي الفنانين المصريين و بعض الفنانين العالميين ليطلعهم على التحول الرهيب الذي شهدته المملكة في السنوات السابقة ، و اقام حفلات سهر و سمر و غناء ليبعد شبح التزمت عن الملك سلمان والمملكة و قد تحقق ما يصبوا اليه ، حيث ان المملكة ان استمرت على السير بنفس الوتيرة ستتحول لقبلة سياحية عالمية لا تقل أهمية عن مدينة دبي ، لا سيما بعد تصريح العديد من الشركات العملاقة الدولية و العالمية الرغبة في فتح مقرات اقليمية لها في السعودية .

ايضا على مستوى كرة القدم فقد استقطبت السعودية لاعبين عالميين مثل كريستيانو رونالدو ليكونوا واجهة للكرة السعودية و يزداد التنافس شراسة اكثر و اكثر بين الأندية السعودية و الفرق العربية .

اذا المملكة تسير بخطا ثابتة نحو التنمية و البناء و التطور والتحضر والرقي ، ولا اعتقد ان احدا باستطاعته ايقاف تلك الإنطلاقة ، و لن تتوقف حتى تحقق السعودية مركزا عالميا كقبلة للدول الأكثر استقطابا للسياح و الأكثر تأثيرا في المنطقة .

“عندما ينطلق الأمير محمد سلمان لبناء دولة جديدة عصرية على انقاض دولة سابقة مغلقة تلك هي روح و اندفاع الشباب التي بداخله ليكون مؤثر ويحدث نقطة التحول ، والا يكون كسلفه ممن تقلدوا هذا المنصب ، تركيز السياسة السعودية على الداخل قبل الخارج و العمل بجدية هي نقطة انطلاق نحو الوصول بالمملكة للنفوذ الخارجي كمؤثر دولي و اقليمي .”

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى