مقالات
معاذ خلف : محاولة للتشكيك في الدور المصري !
الدور السياسي و العسكري المصري في القضية الفلسطينية ليس وليد السنوات السابقة ، بل يمتد لعقود طويلة ، لم تنفصل فيها القضية الفلسطينية ، والصراع العربي الصهيوني عن الوجود المصري ، و هذا ليس لقوة مصر كمؤثر اقليمي فقط ، بل لأن فلسطين تقع على حدودها الشمالية الشرقية أيضا ، و تعد القضية الفلسطينية قضية أمن قومي مباشر لمصر .
تدخلت مصر عسكريا في فلسطين ضمن القوات العربية شرق الأردن و سوريا والعراق بعد اعلان استقلال ما يسمى اسرائيل في العام 1948 و حتى بعد خسارة المعركة احتفظت مصر بقطاع غزة كمنطقة سيطرة و نفوذ لها على الأرض الفلسطينية ، منذ ذلك التاريخ لم ينفصل قطاع غزة عن مصر و لم تنفصل مصر عن قطاع غزة ، ففي عهد جمال عبد الناصر كانت اسرائيل عدو وقد خاض ناصر حربا في العام 1967 ، وبعد ان تقلد السادات الحكم ووقع على اتفاقية كامب ديفيد لم تتوقف مصر الى يومنا هذا عن لعب دور الوسيط السياسي بين الفلسطينيين و الإسرائيليين ، ولا يوجد مجال لأي دولة لكي تلعب ذات الدور المصري ، حيث حاولت عدة دول و باءت محاولاتها بالفشل .
بعد سيطرة حماس على قطاع غزة توترت قليلا العلاقات بين حماس و القاهرة ، وهذا نتيجة ان حماس فصيل اسلامي ، و القاهرة تخضع لنظام حكم علماني ، الا ان مصر لم تتخلى عن دورها المزدوج تجاه فلسطين ، كوسيط للمصالحة بين الضفة و غزة ، فتح و حماس ، و كوسيط سياسي بين حماس و الاحتلال الإسرائيلي ، فجميع الحروب المفتوحة التي خاضتها حماس مع اسرائيل كانت غالبا ما تنتهي بوساطة مصرية ، و حتى قضية الأسير الإسرائيلي شاليط تمت عملية التبادل بوساطة مصرية خالصة ، و لذلك لم يتوقف الدور المصري الفعال و المنحاز كليا للموقف الفلسطيني حت المعركة الأخيرة في السابع منن اكتوبر الماضي .
اليوم نشرت شبكة CNN تقرير مفاده ان المخابرات المصرية هي من عطلت صفقة تبادل الأسرى بين الاسرائيلين و حماس ، و ان الوسيط الأمريكي و القطري تفاجؤوا بتغيير في صيغة الإتفاق ، و أن من قام بتغيير الإتفاق و اضاف بنود جديدة عليه هو اللواء أحمد عبد الخالق ، مسؤول الملف الفلسطيني بالمخابرات المصرية .
بعد هذا الخبر بساعات صرح مسؤول مصري ان مصر خلال الإتفاق شددت على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ، و كان هذا شرطها الوحيد !
و من هنا يجب ان ننوه ، ان الشرط المصري هو أول شروط حماس بالوثيقة التي ضغطت امريكا و اسرائيل للتخلي عنه ، و تمسكت به مصر لأنه قضية أمن قومي بالنسبة اليها ، وهو سبب مباشر لترك المجال لإسرائيل لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية .
يذكر ايضا ان مصر رفضت رفضا قاطعا محاولة فتح معبر رفح البري ما لم تديره على الجهة الاخرى قوات فلسطينية ، وان اي حلول وسط مرفوضة !
نهايةً اللواء أحمد عبد الخالق من الرجال المشهود لهم في السلطات المصرية ، و منذ توليه ملف فلسطين لم تتوقف رحلاته المكوكية مع جميع الأطراف الفلسطينية من أجل مصالحة حقيقية ووحدة الموقف و التقدم للأمام في الصراع العربي الصهيوني .
لا يسعنا الا ان نشكر مصر و نشكر اللواء على جهوده و دوره المحوري في القضية الفلسطينية و نقول له “معا نحو القدس” .
بقلم : معاذ خلف