فوز ساحق لترامب ، و خسارة مدوية للديمقراطيين .
فوز ساحق لترامب ، و خسارة مدوية للديمقراطيين .
رادار 360 – معاذ خلف
فوز ساحق لترامب ، و خسارة مدوية للديمقراطيين .
مضت الإنتخابات الأمريكية كحدث فنتازي مليء بالتحدي ، و قد يكون الحدث الأكثر متابعة على مستوى العالم ، فالانتخابات الأمريكية أصبحت لا تهم فقط الأمريكيين ، بل العالم أجمع .
التحدي بين ترامب و هاريس كان قوي للغاية ، و ترامب كان الأكثر نشاطا و حيوية و عمل ، و كأنه كان يرى فوزه بين يديه ، رغم ان النتائج لم تكن مضمونة لأي منهم !
فاز ترامب في اللحظات الأخيرة بالولايات المتأرجحة و حسم الفوز ، ولو اتجهت انظار العالم للحظة التي اختار فيها الديموقراطيين هاريس للإنتخابات ، لحسم أمره ان الرئيس القادم للولايات المتحدة هو ترامب ، و لكن الديموقراطيين لم ييأسوا ! بل عملوا و بجد حتى اللحظة الأخيرة .
قد تعد سابقة وصول رئيس ليس من اصل امريكي او أسمر البشرة حدث غير عادي للرئاسة الأمريكية ، ولكن ان تكون سمراء البشرة و امرآة فهو المستحيل بعينه !
فقد حاولت من تعد اعتى من كامالا و هي هيلاري كلينتون و لم تسطع الفوز !
الفارق الذي صنع التحدي هو دعم لفيف من الرؤساء الأمريكيين السابقين لكامالا ، مما جعل ترامب يشعر بالخطر ! . عندما نتحدث عن بايدن و كمالا فنحن نتحدث عن تيار واضح في الحزب الديمقراطي هو تيار اوباما و سياساته ، التي لم تتغير بوصول بايدن الى الحكم ، ولن تتغير اذا وصلت كامالا لرئاسة البيت الأبيض ، فالعقل المدبر وراسم السياسات هو شخص واحد و جميعنا يعلمه ، انه اوباما ! . لذلك العديد اعتبر هزيمة كامالا اليوم هي هزيمة لأوباما و تياره .
في حين ان حتى لو فازت كامالا هاريس ، فهذا قد يوصل أمريكا لحرب أهلية حقيقية قد لا تتوقف قبل ان تسقط امريكا من على عرش العالم !
ترامب التي اتسمت ولايته الاولى بالفوضى و الابتعاد عن العديد من البروتوكولات المعروفة ، و مواجهة عدد من المؤسسات الدولية التي يرى انها تستنزف خزانة الدولة ولا قيمة لها ، بل والاتفاقيات التي اجمع عليها العالم كإتفاق تغير المناخ ، جعل النخبة في أمريكا و العالم متخوفون من فترة رئاسته الثانية ، قد يوقف الحروب ، وسيبدأ بإيقاف حرب اوكرانيا ، و التفاوض المباشر مع روسيا ، و سينجح ، و ربما يتغلب على العقبات التي تمنع ايقاف الحرب في الشرق الأوسط و ان اوقفها بالفعل سيكون رئيسا استثنائيا !
ولكن التخوف يأتي من أنه وصف نفسه بأنه سيكون رئيس لكل العالم ، فإذا كان نخبة بلاده تشكك في كفاءته ، فكيف له ان يقود العالم بأسره !
لا اريد التحدث عن السياسات الداخلية الأمريكية و امكانية وضعه في مواجهة مع الدولة العميقة في أمريكا ، ولكن أعتقد ان اوراق قوته تكمن في تصالح رؤوس الأموال معه .
نحن أمام فترة صعبة التكهنات ، ستبدأ بإيقاف الحروب ، مع وعد ترامب بعدم عمل او افتعال حروب جديدة ، اعتقد ان الاربع سنوات القادمة ستكون لعبة الإقتصاد و ستهدأ المواجهات العسكرية الى حدا كبير ، سيمضي ترامب في خطة التطبيع العربي الصهيوني ، سيضغط على دول جديدة للدخول في اتفاقية ابراهام ، ارضاءا لإسرائيل ، و مقابل وقف الحرب ، قد تواجه ايران عقوبات اقتصادية ، و لكن لن يكون هناك اي تدخل عسكري يهدد وجودها ، اما عن اوروبا و الناتو بالمستقبل مبهم بالنسبة لهم .
معاذ خلف