مقالات رئيس التحرير

هل يفعلها الدبيبة و المنفي ؟

هل يفعلها الدبيبة و المنفي ؟

رادار 360 _ معاذ خلف

هل يفعلها الدبيبة و المنفي ؟

لا أحد يدرك كم التعقيدات في المشهد الليبي الذي وصلت اليه الدولة في يومنا هذا ، و لعل أن المشكلات هي مشكلات مركبة ، حيث يصعب على اي واضع حل عمل خارطة طريق واضحة تؤدي الى حل جذري ، بل أن أغلب مبعوثي الأمم المتحدة و الوسطاء يقفزون فورا الى الحل النهائي وهو الوصول لإنتخابات و تفكيك الميليشيات !

منذ عشر سنوات تقريبا و الحكومات الليبية المتعاقبة فشلت في التقدم خطوة واحدة نحو الانتخابات التي من المفترض بعد ان تتم ستجعل ليبيا دولة طبيعية تعيش في وسط  طبيعي تملك سيادتها و تمضي قدما في بناء مؤسساتها و برنامج تنموي مدروس ، غير أن هذا لم يحدث ، و ان كان هناك سبب فالسبب الرئيسي هو تقسيم الكعكة ليأخذ كل من القوى الموجودة على الساحة مكانه ، دون ان يزحزحه أحد ، و حتى بعد أن بسط حفتر نفوذه على الشرق الليبي ، و الدبيبة على الغرب الليبي و بقى الجنوب بين هذا و ذاك ، لازال الطرفان يرفضان الانتخابات التي ستزعزع كراسيهم وفق الفائز في هذه الانتخابات ان تمت !

فلا الدبيبة و لا حفتر سيقبلون ان يكون مفعول بهم بعد ان كانوا فاعلين في الساحة العسكرية و السياسية ، و لعل هذا الحاجز هو ما جعل الانتخابات تتأخر الى يومنا هذا ، حيث كل منهم متمسك بسيادته و سلطته في منطقته .

اما عن المليشيات فلم يعد احد يفكر في الفرق بين الميليشيات و الجيش النظامي ، لا سيما ان افعالا ظهرت على الجيش النظامي في الشرق تشبه تماما افعال الميليشيات ، و افعالا ظهرت بين المليشيات في الغرب تشبه تماما افعال الجيش النظامي ، يعني ان المعيار اصبح نسبي وليس جزمي ، كما ان جهود حكومة الدبيبة في الغرب الليبي نحو تطويع الميليشيات و جعلهم يسيرون في فلك القانون بدأت تؤتي اؤكلها تدريجيا حيث انعكس نوع من الاستقرار على الغرب الليبي ، لا نجزم انه الاستقرار المنشود ، و لكنه يعد في اطار خطوات اصلاحية قد توصلنا يوما الى الهدف المنشود .

الدبيبة و حفتر كلاهما طموحين ، بعد ان فرضا الامن نسبيا مضيا قدما في برنامج تنموي يعد متواضع ، ولكنه افضل من لا شيء ، و قد تجاوزا القاعدة التي يجب البناء عليها للوصول الاستقرار و التنمية الا و هي الوصول لرئيس منتخب و قرار مركزي واحد يحكم ليبيا من شرقها الى غربها الى جنوبها ، هذا التجاوز جعل كليهما كمن بنى برج دون قواعد ، او بيتا من الرمال ، و في بناء الدول لا يجوز القفز عن خطوات الاصلاح و البناء لأجل مصالح شخصية و مناصب و مكتسبات .

الدبيبة في اخر لقاء له قال لا للعودة الى من كانوا يحكمون قبل 10 سنوات ، و هذا صحيح فحتى نحن لا نريد العودة في ظل واقع متردي و سيطرة عائلتان على كل ليبيا ، عائلة الدبيبة و عائلة حفتر ، و باقي الشعب بمختلف طبقاته “يمص الليم !” .

ولكننا كلنا أمل ان تتحمل انت مسؤولياتك كحكومة رسمية و تبدأ في فك طلاسم المشهد السياسي الليبي للوصول الى انتخابات برلمانية و رئاسية ، لا سيما ان الشرق الليبي اصبحت تركيا تجمعكم بهم ، اي من الممكن جدا ان تلعب تركيا دور الوسيط بين حفتر والدبيبة !

عندما استفيق ذات صباح لأجد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي و رئيس وزرائه الدبيبة قرروا ايقاف مجلس الدولة و مجلس النواب ، و جمع اللجنة العسكرية (5+1) تحت قيادة شخصا واحد مما يعني توحيد الجيش ، و اقرار و اعداد جدول زمني للانتخابات ، عندها فقط يا سيادة رئيس الوزراء لن يصفق لك الشعب الليبي وحدة ، بل العالم أجمع ، لأنك قمت بوضع حل لواحدة من أكثر المشكلات السياسية المستعصية في العالم ، وسيخلد اسمك في التاريخ ، انه وبعد ثورة ب 13 عاما استطاع بطل يسمى الدبيبة من وضع ليبيا على الطريق الصحيح و الوصول لانتخابات رئاسية .

و لكن هذه الخطوة تتطلب من التنازل و الجود و الكرم و نكران الذات ما قد لا يحتمله الكثير من الموجودون في المشهد الليبي اليوم .

معاذ خلف

Show More

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button