رادار 360 – معاذ خلف
دفع حزب الله اللبناني الثمن غاليا بسبب الخيانة ، خيانة لم يكن هو المتسبب بها ، بل الراعي الأكبر ايران ، راح ضحية هذه الخيانة أمين عام الحزب و الصف القيادي الأول بأكمله ، و مع ذلك اخذت ايران في المكابرة انها في خندق واحد مع غزة ولبنان في الحرب ، و لكن كما ترون وتشاهدون فإيران تمارس السياسة ولعبة المصالح لا الحرب و معيار الهزيمة و الانتصار .
قامت اسرائيل بتحويل معظم قوتها العسكرية الى الشمال حيث لبنان ، و جعلت من ساحة غزة ثانوية ، وبالرغم من ذلك هي مازالت تحاصر جباليا و ترتكب فيها المجازر ، في الوقت ذاته الذي خفضت فيه ايران من حدة التصعيد مع اسرائيل وقالت انها تقبل برد اسرائيلي محدود على هجماتها !
اسرائيل نفسها لم تعد تعلم ماذا تريد ، لا سيما انها لا تقاتل من مواردها ، بل تقاتل بموارد الغرب ، بالتالي تعتبر أداة او آلة حرب و العقل موجود بأمريكا .
تسود حالة من الفوضى و عدم اليقين في الأوساط السياسية العربية و الدولية فيما يخص الجبهة اللبنانية بين اتفاق سلام يرتكز على القرار 1701 و استمرار الحرب ، الساسة اللبنانيون يرغبون في تحقيق الاتفاق و الوصول الى السلام و اسرائيل تماطل ، ومماطلة اسرائيل ليس من قبيل كسب الوقت بل من قبيل انها القرار في واشنطن لم يتخذ بعد !
أما ساحة غزة فلم يعد احد يتحدث فيها عن السلام و الانسحاب ، فالكل اصبح منشغل بالساحة اللبنانية و كأن غزة اصبحت محتلة و يرتكب فيها المجازر كأمر مسلم به !
ولكن ما يدعو للإطمئنان هو ربط قادة حزب الله معاركهم و معادلة السلم و الحرب مع الكيان بغزة ، وهذا يعني ان السلام في لبنان هو ذاته السلام في غزة ، وان التفاوض مع اسرائيل سيسري على كلاهما و الفصل بينهم مرفوض .
هدأت وتيرة التفاعل مع الأزمات في الشرق الأوسط و العالم بعد ان ضرب الإعصار الولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا عكس مقدار انغماس بل غرق الولايات المتحدة في كافة أزمات المنطقة ، فبمجرد انشغال أمريكا بأزماتها الداخلية ، أصبح هناك فراغ كبير في سلطة اتخاذ القرار سواءا على مستوى الصراع العربي الصهيوني او الحرب الروسية الاوكرانية .
امريكا لازالت تتحسس طريقها حيث ان الادارة الحالية اصبحت تلعب في الوقت بدل الضائع و هي منشغلة في مواجهة اثار الاعصار المدمر ، في الوقت ذاته الذي يتجهز كل من ترامب و كامالا هاريس بأجندتهم للمرحلة المقبلة .
ولعل الفرق بين كلاهما كالفرق بين السماء والارض ، فترامب يسعى حثيثا لإيقاف الحروب و التركيز على الإقتصاد ، و كامالا بأجندتها الديمقراطية تسعى لإدارة الحروب كما فعلها سلفها بايدن .
و هذا سبب ان الأمور لم تعد واضحة او لا يمكن التنبؤ بها خلال الشهور القادمة ، اي نستطيع القول ان الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية هو من سيحدد مستقبل المنطقة و العالم .