رادار 360 – معاذ خلف
انقلبت حماس على حكم السلطة الفلسطينية في قطاع غزة عام 2007 اي منذ 17 عاما تقريبا ، و خلال هذه السنوات كانت غزة محاصرة ، و الشعب الفلسطيني في غزة يذوق ويلات الحصار البري و البحري و الجوي ، و الإقتصاد المغلق القائم على الضرائب و الاتاوات من شعب لا يجد قوت يومه بالأساس .
كان يجب على حماس الاختيار منذ البداية اما المقاومة او السلطة و في حال اختارت السلطة لتنافس الاوسلوويين ، كان يجب ان تحذوا حذوهم ، اي ان السلطة لها متطلبات واجبة و مفروضة و هي الاعتراف بإسرائيل كدولة شرعية على أرض فلسطين ، و حدودها هي التي اقرتها اتفاقية اوسلو !
ولكن ان ترفع شعار المقاومة و عدم الاعتراف بالمحتل و تريد ان تحكم و تبقى في السلطة فهذا له معنى واحد ، هو اخذ اثنى مليون غزاوي كرهائن لديك !
حسم الشهيد السنوار أمره حين اختار القيام بعمل 7 اكتوبر ، ان حماس هي حركة مقاومة و ليست من طلاب السلطة ، و ان الحكم و السلطة يأتي بعد تحرير كامل الأرض وليس قبلها !
بالتالي كانت النتيجة الحتمية هي قرار اسرائيل ازالة حماس كحركة مقاومة من على وجه الأرض و ليس تركها حكم قطاع غزة فقط ! . وهذا سبب استمرار العركة الى يومنا هذا ، اضافة لدلائل واضحة ان اسرائيل اصبحت تستهدف المدنيين العزل في اكبر عملية تطهير عرقي للجنس الفلسطيني في القطاع !
انا لا ازكي فتح على حماس او حماس على فتح ، ولكن كان الواجب قطع الطريق امام اسرائيل بترك حماس للحكم في القطاع ، وتسليمه للسلطة الفلسطينية ، او للجنة كما اقترحت مصر يكون رئيسها محايد يعترف بفتح و بحماس ، كالدكتور مصطفى البرغوثي على سبيل المثال لا الحصر ، ولكن التصميم على البقاء على رأس السلطة في القطاع هو انتحار و اعطاء مبرر قطعي لإسرائيل بالاستمرار في قتل ابناءنا و استمرار الحرب .
حركة حماس بعد ان قامت بالسابع من اكتوبر ، من المفترض ان تتوقع و تنكمش في اضيق الحدود حتى تظن اسرائيل انها انتهت فعلا ، في الوقت الذي تكون هي قد سلمت الحكم بالكامل للجنة او السلطة او قوة محايدة بالاتفاق مع القادة الفلسطينيين ، قطاع غزة بعد هذه الحرب بحاجة الى عشرون عاما على الاقل بلا حروب ، بالتالي ان انسحبت اسرائيل من القطاع بعد هدنة لن يكون هناك حاجة لوجود حماس ، بل ستكون مرحلة بناء قدرات وتجهيز في الخفاء !
هذا لا يعني الاستسلام ، ولا يعني ان المعركة انتهت ، ولكنه تكتيك ربما يكون طويل الأمد لننهي معاناة شعبنا الفلسطيني في غزة الذي يموت حرقا و جوعا وعطشا وتشردا ، و تبقى مصلحة الشعب قبل مصلحة الحركة !
اختم مقالي برسالة لقادة حماس بالخارج ، قد خسرتم كثيرا في هذه الحرب ، عدة وعتادا و افرادا وقادة ، وتحتاجون الى سنوات طوال لإعادة بناء قدراتكم ، و أمامكم طريقان لا ثالث لهما ، اما الاختفاء و اعادة البناء ، او التسليم بأوسلو و الاعتراف بإسرائيل بل ووضع ايديكم بأيديهم كما فعل ياسر عرفات .
هذا و الا سيكون الضحية استمرار مسلسل قتل شعبنا البريء في غزة و استمرار معاناته و تشرده .
معاذ خلف