هل ينقذ ايلون ماسك الاقتصاد الأمريكي ؟
في الوقت الذي بلغ فيه الدين العام الأمريكي 36.034 تيريليون دولار ، و هدد فيه ماسك بإقتراب افلاس أمريكا بسبب الانفاق الحكومي المرتفع ، أمام هذا الواقع الإقتصادي المظلم نتسآل ! ما الذي من الممكن ان يفعله تحالف ترامب و ماسك ؟
لا شك أن النظام الرأسمالي به الكثير من العيوب التي تضر بإقتصاد الدولة الحكومي على عكس الإشتراكية التي تملك فيها الدولة غالبية اقتصاد الموارد و المؤسسات .
ففي النظام الرأسمالي يركز الإقتصاد على خلق رؤوس اموال طبقة من المجتمع و يختصر فيها مسمى القطاع الخاص !، التي بدورها تخلق العجلة الإقتصادية للدولة ، و يتنامى مقدار السلع بكافة انواعها صناعية او زراعية او حتى عملة و عقارات وفقا للعرض و الطلب ، في ظل سكون تام للإقتصاد الحكومي الدولة ، الذي يكون غير متنامي وانما انفاقي فقط ، نظرا لتحول العجلة الإقتصادية والنمو المالي للقطاع الخاص ، وهذا سبب وصول الدين العام الأمريكي الى 36.034 تريليون دولار ، وهو سبب معارضة ايلون ماسك لانفاق حكومي مرتفع !
اما النظام الإشتراكي فالدولة تملك كافة الأصول و الموارد و الأموال و تقوم بخلق عجلة الانتاج و الاقتصاد و توزع على المواطنين حصص متساوية وفقا للانتاج دون تفضيل طبقة من الناس على اخرى ، و هذا سبب ثراء الحكومات الإشتراكية.
الإقتصاد الأمريكي وبعد الحرب العالمية الثانية و عقد امريكا اجتماعا بنيويورك للدول المنتصرة في الحرب اقرت الدولار كعملة ثابتة للتجارة العالمية و بديلا للذهب ، فبعد ان كان قوة عملة الدولة تقاس بكمية الذهب التي لديها ، اصبحت ايضا تقاس بكمية عملة الدولار التي لديها ، في هذا الوقت كانت امريكا تمتلك نصف ذهب العالم ، مما دعى روسيا للانسحاب من الاجتماع دون التوقيع بالموافقة على الورقة الامريكية .
نقلت امريكا تجربتها الإقتصادية الرأسمالية للعديد من الدول لتزداد طبقة من الشعب ثراءا و يزدد باقي الشعب فقرا بإضطراد ، و تكون الطبقة المتوسطة في حالة تآكل مستمر 10% فقط من يصبحون رؤوس أموال وينضمون للطبقة الاروستقراطية التي تملك السلطة و المال و 90% منهم يهبطون الى الطبقات الدنيا بين الفقراء .
الخلل في النظام الرأسمالي لا يخفى على أحد ، بل هو صمم بالأساس لهذا الغرض ، لكي لا يكون الناس سواسية ، لكي تكون هناك في كل دولة طبقة بعينها تملك السلطة و المال و تحكم و يسهل التحكم بهم من قبل حكومة العالم او ان شئنا ان نقول امريكا ، ولكن امريكا ذاتها بدأت تعاني من الخلل في نظامها الإقتصادي ، و هذا الخلل أصبح تراكمي حتى وصل الدين العام الى هذا الرقم المهول الذي ذكرته بالأعلى ، مما جعلها تستعيض بنظام مالي رقمي جديد يسمى العملات المشفرة كالبيتكوين و الكريبتو و غيرها ، و لعل توجه تحالف ترامب و ماسك هو دعم هذه العملات بشكل لا محدود ، مما جعل عملة بيتكوين تصل الى مستوى غير مسبوق امام الدولار الا وهو 100000$ لكل واحد بيتكون .
ايا كانت استراتيجية ترامب و ايلون ماسك في خفض الانفاق الحكومي و جلب المال ، سواءا بالقرصنة كما فعلت امريكا في العراق و افغانستان وسوريا، او بالابتزاز كما تفعل امريكا مع دول الخليج العربي ، الا انهم من غير المتوقع ان يعالجوا معضلة الإقتصاد الأمريكي ، لأنهم جزء من هذه المعضلة ، لأنهم ببساطة جزء من النظام الرأسمالي و واحد اباطرته ، و كل محاولاتهم ستؤول الى زيادة الأثرياء ثراء ، و افقار الفقراء اكثر ، و اضمحلال و تآكل الطبقة المتوسطة .
معاذ خلف