الإخوان المسلمون و الدولة المصرية
خلق الله الإختلاف ، ولو شاء لخلقنا أمة واحدة ، ولكن الاختلاف سنة الله في الأرض ، بالتالي السعي الحثيث لبتر الإختلاف هو عكس الإرادة الالاهية ، و كفر بسنة الله في الأرض .
الإخوان المسلمون تنظيم اسلامي سياسي نشأ منذ ما يقارب قرنا من الزمان ، و كان له دورا منذ ثورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في التفاعل السياسي و التنافس على الأرض المصرية ، ورغم ان افعالهم السياسية من ممارسة الغدر و اباحة المحذورات هي تعد من بديهيات السياسية ، ولو سألنا اي عاقل سيقول لك ان السياسة تفسد الدين ، والدين يفسد السياسة ! . فكان من البديهي ان نطلب منهم اختاروا الدين او السلطة والسياسة ! ولكن امتطاء الدين للوصول لأهداف سياسية هو كمن خسر دنياه و اخرته !
انا ضد شيطنة الإخوان المسلمون ، فأفعالهم و منذ ثورة 30 يونيو لا تتعدى افعال ناس عبيطة فقدو كل شيء فجأة بعد ان امتلكوا كل شيء ، و الدليل ان تنظيم عريق كهذا ليس لديه سوى اربعة اعلاميون يقاتلون بإسمه و ليس لديهم ما يقولونه سوى اقتناص اخطاء النظام القائم !
تعاطف طبقة كبيرة من الشعب المصري مع تنظيم الإخوان يشكل اكبر تهديد للنظام القائم ، وكلما ظلم الشعب اكثر كلما كثر المتعاطفون ، وهؤلاء خطورتهم لا تكمن الأن بل تكمن عند الانفجار ! او في اقرب فرصة لثورة شعبية قادمة او حراك خارج القانون .
و هذا خطأ بتر نظام عريق متجذر في الشعب ، لأنك كلما حاولت بتره ازداد اعداد الناس التفافا حوله ، لذلك اقترحت منذ الثورة ان يتم استصلاح جناح سلمي في تنظيم الإخوان ليمثل الإخوان المسلمون ، لا ان يتم بترهم !
عندما تقول لي ان الأطراف الأربعة ! مصر و الامارات و السعودية و الأردن تقاتل جميعها التنظيم ، لماذاا ؟ الم يتلقى التنظيم عذابات لا حصر لها منذ ما يقارب عشر سنوات ؟ الم يدفع الضريبة و الثمن ؟ اذا لماذا نصر على تقييده كمجمل و استمرار مهاجمته و حبسه داخل بوتقه حتما ستؤدي الى الانفجار ؟
تنظيم الإخوان كمسمى اصبح جريمة جنائية ، بالتالي عندما تتهم السلطات المصرية الناس انهم اخوننا مسلمون ، فهذا هو حكم اما بالاعدام او المؤبد على جميع الناس ؟ لماذا ؟
الأوضاع السياسية في مصر لم تهدأ و لن تهدأ ، فالسطات كمن ازال حجرا من قاعدة اساس مبنى عتيق مضى على تأسيسه قرن من الزمان ، اترونها تهدأ ؟
ما اراه ان الحكومة تزداد اصرارا على بترهم ، و الشعب يزدد تعاطفا و التفافا حولهم ، ان لم يكن بوازع الدين ، فبوازع العاطفة و الشفقه ، والضغط المعيشي و غلاء الاسعار !
تماما الصورة معكوسة على انصار النظام الجماهيري في ليبيا ، عندما امعنت الميليشيات في اضطهادهم التف اكثر من 80% من الشعب الليبي حولهم ، ولو تم عمل انتخابات سيكتسحون !
هناك مثل ليبي يقول و المعنى مترجم بالمصري “خنقة الكلب ولا قتلته !” كان يجب على السلطات في مصر و الحكومات المتعددة في ليبيا احتواء المناوئين لا بترهم .
اسهل ما يكون ان يتم اصطصلاح تيار في الإخوان المسلمون و احياء حزبهم و ممارسهم حقوقهم المدنية تحت عين الدولة ، فهذا يعد امتصاصا لكثير من الغضب والأزمات اللاحقة !
كذلك الليبيون لو انهم شرعوا وجود الخضر او التيار الجماهيري و شكلوا بإسمهم حزبا و شاركوا في السلطة كانوا سيتجنبوا واقع اليوم ان الشعب الليبي معظمه اصبح مؤيد للتيار الجماهيري .
اختم مقالي برسالة لمصر و ليبيا ، أن أحداث الربيع العربي و ما تلاها جميعها صناعة غربية وليست من العرب او الشعوب العربية وطموحهم في الحرية و الكرامة و العيش الرغيد من شيء !
بل كانت اهداف خالصة لأوباما ! اذا كل ما ترتب عليها هو باطل ! اعيدوا لملمة اوطانكم ، و كفوا عن عمل صراعات ان كان لها ضحية ستكون ضحيتها انتم وشعوبكم واوطانكم !
معاذ خلف