رادار 360 – معاذ خلف
107 عام على وعد بلفور ، ما الذي تغير ؟
عندما دققت في تاريخ الدولة الصهيونية ، وجدت ان العاملون او الساعون على اقامة دولة صهيونية كثر ، أمريكا و روسيا و بريطانيا ثلاثتهم ساهموا في إعلان تأسيس الدولة الصهيونية ، حيث اتخذ القرار في الدول الثلاث ، و عمل الصهاينة على هجرة اليهود تباعا الى فلسطين ، و اشتروا الأراضي ، و استوطنوها ، وهؤلاء ما عرفوا فيما بعد بعصابات الهاجانا .
بلفور كان الأداة التي نفذت الرغبة العالمية في توطين اليهود على أرض فلسطين ، و تلك الرغبة كان يحركها لوبي يهودي نافذ ينشط في كل من اوروبا و الاتحاد السوفييتي .
من واقع قرائتي للتاريخ المعاصر ، اكتشفت ان العالم مفعول به من قبل التحالف الصهيومسيحي و هذا لم يكن في العصر الحديث فقط ، بل منذ عصور الظلام في اوروبا .
هذا التحالف عرف كيف يقود العالم ، ويتحكم به ، فهو افتعل الحروب ، و تاجر بالدماء ، و امتلك اكثر من نصف ثروة الكرة الأرضية ، و اكتشف امريكا ، و جعلها الدولة العظمى الاولى سيدة العالم ليس لشيء ، الا لأنها لا تاريخ لها ولا حضارة ، اي يمكن امتطاؤها بسهولة !
صحيح ان وعد بلفور صدر من بريطانيا ، ولكن الرغبة كانت رغبة اللوبي الصهيوني في جميع انحاء الكرة الأرضية ، لذلك نحن لا يمكن ان نلوم بريطانيا وحدها على هذا القرار ، بل نقاوم و نقاتل و نلوم محور الشر الذي هو امتداد لعهد الانبياء و الرسل ، محور الشر هم ذاتهم احفاد قتلة الانبياء و المرسلين !
ما جعلني أكتب هذا المقال ليس وعد بلفور ، و انما ماذا فعلنا نحن العرب منذ وعد بلفور و حتى الأن !
مزيدا من التشتت ، الانقسام ، التشرذم ، الاقتتال الداخلي ، فعل الافاعيل لبعضنا البعض ، الابتعاد عن الدين ، الضعف و التخلف و التراجع و الجهل ، في المقابل وحدة الصهاينة ، تقدمهم علميا ، سيطرتهم على مراكز القرار العالمية ، تغلغلهم و اختراقهم لكافة البلدان العربية تقريبا .
اذا كان الواقع العربي الحالي نسبة الى واقع اسرائيل يجعلكم تطمحون الى تحرير فلسطين فهذا مستحيل !
ففلسطين ان حررت في عصرنا هذا ستحرر من قبل أناس ليسوا عربا ببساطة لأن الحكومات و الجيوش العربية اليوم هم جزء لا يتجزأ في منظومة الصهيونية العالمية ، وهذه حقيقة مرة و ان انكرها البعض ! . و الا لفتحت الحدود امام الشعوب العربية منذ قيام الانتفاضة الاولى لتحرير فلسطين ، ولكن جميعنا تمتعنا بالمشاهدة ولازلنا !
المقاومة حق مشروع لأبناء فلسطين ، و القانون الدولي يبيح المقاومة المسلحة في وجه المحتل ، ولكن مقاومتنا اشبه بالانتحار ! . لعدم وجود حد ادنى للتكافؤ بين قوة الصهيونية العالمية العسكرية و الاقتصادية وقوة ابناء فلسطين الذين يقاتلون بصدور عارية .
اخيرا قرار تحرير فلسطين بيد 7 منظمات دولية و هي تشكل الحكومة العالمية ، معظمها في امريكا ، بعضها معروف و بعضها سري ، اما من يديرون تلك المنظمات فهم معروفون ! ، و هم صهاينة ، هذا لمن يفكر بتحريرها سياسيا ، اما عسكريا ، وفق المعطيات الحالية فتحريرها مستحيل الا من خلال الوصول لحرب عالمية ثالثة ، و كسر محور الشر .
هو قدر أبناء فلسطين ان يواجهوا المحتل الى قيام الساعة ، هذا وعد ربي ، اما ان يحررها جيلنا ، او نسلم الشعلة للاجيال المقبلة .