قمة بريكس ، دلالات و نتائج !
أكثر من ثلاثين بلدا اجتمعوا أمس و أول أمس في مؤتمر بريكس الموسع الثاني ، و لعل لهذا المؤتمر دلالات هامة لا يمكن ان نغفل عنها ، و نتائج ايضا جميعنا يعرفها و يتوقعها .
الدلالات الاقتصادية ان العالم ماض بقوة في اتجاه عالم متعدد الأقطاب ، و قد سئم هيمنة الدولار ، وتحكم القطب الواحد في مصائر دول و تجويعها و تشريدها ، بالتالي اتجه لخلق عالم جديد .
اما الدلالات السياسية و هي الأخطر ان نظام سلطة و سيادة القطب الواحد على العالم قد انتهى بالفعل ، و اصبح هناك تكتل يرفض وجود امريكا كقطب اوحد يحكم العالم ، ويرفض وجود اسرائيل كجرو امريكي صغير يخدم مصالحها في المنطقة .
بالتالي مؤتمر بريكس كان بمثابة خطوة موسعة نحو الصدام بين مؤسسي بريكس روسيا و الصين و كوريا الشمالية و الغرب بقيادة امريكا و فرنسا و بريطانيا .
التصعيد لم يكن ابدا السبب فيه زعماء البريكس ، بل الجشع الأمريكي ، و شبكة الإجرام و الإرهاب الغربية ، التي مارست الإرهاب و الإجرام و القرصنة على مرار سنوات كثيرة ، و لكن الأمر المختلف في هذه الحقبة الزمنية ، ان هذه الشبكة الاجرامية طغت و تجبرت اكثر فأكثر ، في ذات الوقت الذي اشتدت فيه سواعد زعماء بريكس .
فلا أحد ينكر ان روسيا لم تكن لتغزو اوكرانيا لولا المؤامرات العدوانية الصريحة التي مرت عبرها على القيادة و الشعب الروسي ، و نحن نعلم ايضا ان الفلسطينيين عانوا على مدار اكثر من نصف قرن من احتلال غاشم لا يعترف ليس فقط بحقهم في الارض بل لا يعترف بحقهم في الحياة من الاساس ، و كان اخر ماوصل اليه الاحتلال تدمير قطاع غزة عن بكرة ابيه و قتل اكثر من خمسون الف انسان مدني معظمهم اطفال و نساء ! و بالطبع لولا وجود أمريكا لما تجرأ جروها المسمى اسرائيل على مماسة هذه البشاعات و الجرائم في القطاع.
كذلك الوضع ينطبق على لبنان ، لبنان الذي نهض ليفزع ضد المجازر التي ترتكب ظلما في غزة و استدرجوه الى ان اوصلوه لحرب مباشرة يهدد فيه الجرو الاسرائيلي بتدمير جنوب لبنان رغم اغتيال الصف الاول من القادة .
الصين التي انتزعوا منها تايوان عنوة و جعلوها امارة غربية ، او حديقة غربية على حدود الصين حتى يتم لي ذراعها و تركيعها ، والكثير الكثير من الأزمات هي حقيقة من صنع الغرب و ليست من صنع الشعوب الأخرى .
قمة بريكس اتت في وقت هام جدا ، و دعوني اربط بين قمة البريكس وما يحدث في المنطقة ، قمة بريكس اتت قبل الرد الإسرائيلي على طهران لتؤكد لأمريكا و اسرائيل تعاضد محور بريكس في وجه الامبريالية الغربية ، و هنا احتمال وصول العالم لحرب اقليمية او عالمية قد ارتفع بنسبة تزيد عن 80% ، وما سيحدد ذلك رد الجرو الصهيوني و الرد المضاد من قبل طهران .
لست في موقع يجعلني اجزم ان على ايران ان تكون جاهزة بكامل ترسانتها المسلحة ، و على روسيا الاستعداد في اي لحظة قد تتحول الى حرب عالمية ، و لكن الخبر اليقين عند زعيم كوريا الشمالية كيم الذي وجه صواريخه النووية و جعلها على اوهبة الاطلاق !
اختم مقالي بأن الأشرار كلما توحشوا في العالم ، كلما اقتربت نهايتهم ، و الجرو الاسرائيلي توحش وتجاوز الخطوط الحمر في التوحش ، لذلك الحرب القادمة ان لم تزيل امريكا من على رأس العالم ، حتما لن يكون هناك اسرائيل !
معاذ خلف
