عاش مقاوما مناضلا ، و رحل مناضلا مقاوما !
عاش مقاوما مناضلا ، و رحل مناضلا مقاوما !
رادار 360 – معاذ خلف
علماء الإسلام و الشيوخ الأكفاء في عالمنا الإسلامي غالبا ما يحددون و يعرفون ماهية المرء من خاتمته ، حيث أن الموت يأتي بغته ، والله يختص بحسن الخاتمة من يشاء من عبادة ، و لعل المناضل يحي السنوار مات على حسن خاتمة ، كيف لا وهو الذي مات وهو يجاهد أعداء الله و الإسلام قتلة الأنبياء !
لابد ان نفهم من سياق الأحداث قبل و بعد 7 اكتوبر أن السنوار عندما اتخذ قرار الهجوم في 7 اكتوبر كان يعلم يقينا ان نهاية الأمر استشهاد ، فهو يدرك جيدا مقدار القوة العسكرية و الاستخبارية التي هاجمها ، و طوال عام مضى الرجل كان ينتظر نهايته ، بدليل انه رفض السلام مرارا و تكرارا و رفض توقف الحرب و تسليم سلاح المقاومة و رفض كافة العروض الإسرائيلية و العربية و الدولية لخروج آمن من القطاع ، بالتالي الرجل كان مشروع شهادة !
السابع من اكتوبر خطوة اتخذها السنوار لتغيير مجرى التاريخ ، و اعادة احياء القضية الفلسطينية ، و عمل حركة ونقلة في تاريخ قضية الصراع العربي الفلسطيني الصهيوني ، و قد نجح في ذلك ، فقد استطاع السنوار احياء قضيتنا من جديد ، و تغيير التاريخ ، وربما تغيير الشرق الأوسط ككل لو استمرت اسرائيل بنفس نهجها .
اغتيال السنوار ليست النهاية بالنسبة لحماس و اغتيال القادة عموما ليس النهاية بالنسبة لحركات التحرر ، فقد اغتالوا من هم اعتى من السنوار و استمرت قضيتنا و طفى قادة جدد للسطح ، الم يغتالوا كمال عدوان ؟ الم يغتالوا خليل الوزير ؟ الم يغتالوا صلاح خلف ؟ الم يغتالوا الشيخ احمد يس ؟ الم يغتالوا الدكتور الرنتيسي ؟ رحمهم الله جميعا و نحتسبهم عند الله شهداء ، ثم ماذا ؟ ظهر قادة جدد و حركات تحرر جديدة اشد بأس و قسوة على الاحتلال ، تلك حركة التاريخ و الصراع الاسلامي الصهيوني الى يوم الساعة !
بغض النظر عن كيفية اغتيال السنوار ، الا ان رواية انه تم اغتياله عن طريق الصدفة استهتار وتتفيه لعقلية المواطن الفلسطيني و العربي ، فلا يمكن اغتيال قائد حركة تحرر عن طريق الصدفة ، بل بالعكس ما حدث هو عمل اجهزة استخبارية اوصلت معلومات دقيقة عن مكان تواجده ، اما طريقة اغتياله التي اتت و كأنها صدفة ، فتلك مدروسة بعناية لكي لا ينتاب الجمهور العربي شكوك بأجهزة مخابراته ، ولن اخوض في هذا الأمر أكثر من ذلك !
حركة حماس تلقت ضربات قاسية و صادمة ، قد تعيدها لنقطة الصفر ، او لأول عام لإنطلاقتها عام 1985 عندما كانوا مجرد خلايا مقاومة ، وليس لدينا شك كجمهور عربي في مدى صلابة و بأس رجال المقاومة الفلسطينية ، لاسيما ان الأمر سيطول ، و من المرجح استمرار الاحتلال بالتواجد بقطاع غزة واحتلاله ، عندها لن يكون هناك سبيل امام المقاومة الاسلامية سوى العمل على برنامج مقاومة طويل الأمد ، بحيث يتم استهداف قوات الاحتلال بشكل شبه يومي من خلال عمليات نوعية في كامل القطاع ، الى حين التحرير !
و لن يجرؤ حينها ناتنياهو على فعل ما فعلت جولدامائير و الظهور تلفزيونيا و التصريح بأنه يتمنى ان يبتلع البحر غزة ، لأن الوقت حينها سيكون فات .
اختم مقالي هذا ببث الأمل في نفوس شعبنا الفلسطيني المقاوم ، و الشعب العربي والاسلامي عموما ، بأن مهما طال أمد الحرب ، فإسرائيل لا اقتصاديا و لا اجتماعيا ولا عسكريا قادرة على مواصلة حرب طويلة الأمد ، وان ممولوها من الدول الغربية سيأتي عليهم وقت ليلفظوها ويقصوا اجنحتها لا سيما انها ورطتهم في عدة جبهات ، و انه كما انست حرب غزة العالم حرب اوكرانيا ، ستأتي أزمة و حرب جديدة تنسينا و تطوي صفحة حرب غزة .
معاذ خلف