رادار 360 – معاذ خلف
يقال في دورة التاريخ أن كل 100 سنة هناك حربا كبرى ، تعيد تشكيل العالم ، فترفع أمم و تحط من قدر أمم ، و تغني دول ، و تفقر أخرى ، و تلك دورة الحياة .
لو لاحظنا خلال السنوات القليلة الماضية كان العلماء يقدمون عقارب ساعة يوم القيامة بشكل ملحوظ ، بدأ الخطر عندما كانت قبل منتصف الليل بعشر دقائق فظهرت كورونا و فتكت بالبشرية ، ثم تلا كورونا الحرب الروسية الأوكرانية ، فتقدمت عقاربها أكثر ، ثم معركة الشرق الأوسط بين كل من حماس و حزب الله من جهة و اسرائيل من جهة أخرى ، نحن اليوم نقف على بعد 90 ثانية فقط من الحرب الكبرى التي ستفتك بالبشرية ، و من أهم دلالات و ارهاصات هذه الحرب :
– عدم حسم الصراع الاوكراني الروسي ، وتدخل الناتو بثقله في الحرب .
– كوريا الشمالية ووضع قواها النووية على اهبة الاستعداد لضرب الجنوبية و اليابان .
– الصين و تصريحها علنا بالأمس نيتها استعادة تايوان بالقوة دون تدخل اي من اطراف المجتمع الدولي .
– و اخيرا اعلان اسرائيل رغبتها في تغيير خارطة الشرق الأوسط .
و لكي لا أخرج من صلب الموضوع او ما يعنينا كشرق أوسط سأعلق على النقطة الأخيرة من هذه الدلالات ، و هي تغيير خارطة الشرق الأوسط !
أيا كانت نية اسرائيل بتصريحها هذا الا ان التاريخ يعلمنا ان تغيير خارطة الإقليم لا يأتي الا من خلال حرب كبرى ، سواءا كانت حربا اقليمية ، او عالمية ، فتوسع اسرائيل تجاه لبنان في الشمال ، و هضم الأراضي الفلسطينية في الضفة و غزة ، و دخولها سوريا ، او جعلها سوريا كهدف محتمل للتوسع ، سيجعل الصدام مع طهران شبه مؤكد ، و هنا بداية الحرب الإقليمية ، و ربما العالمية ان قررت أمريكا مساندة اسرائيل و قررت روسيا مساندة ايران .
و ان لم يحدث هذا سيكون على اسرائيل التوسع اتجاه الأردن او سيناء مصر ، و ايضا هذا يعني حربا اقليمية !
كما أن ذات نسبة الإحتمال بنشوب حربا عالمية من منطقة الشرق الأوسط ينطبق على الصين و تايوان ، و كوريا الشمالية و الجنوبية ، و روسيا و اوكرانيا .
يعني باختصار العالم أجمع على صفيح ساخن ، و في اي لحظة قد تنشب الحرب العالمية .
ولو بحثنا عن أهم أسباب هذا التصعيد الغير مسبوق سنجدها محاولة أمريكا و الغرب الهيمنة الكاملة على الدول الكبرى مثل روسيا والصين ، و محاولة اسرائيل احتلال دول الشرق الأوسط رغما عن غريمتها طهران .
المؤسسات الحاكمة من خلف الستار في أمريكا ، او دعونا نطلق عليها حكومة العالم الخفية ، استعجلوا الخطوات او انهم لم يستعجلوها و قد حان وقتها ، لاعتبار العالم قرية واحدة تحكمها امريكا و كل من هو ضد هذه الفكرة يتم معاقبته اقتصاديا و ربما عسكريا ايضا .
مدى تطويع دول العالم لتسير في فلك ماما أمريكا يعتبر شبه مستحيل ، لا سيما ان هناك دول عظمى تمتلك نفس قوة السلاح الأمريكية ، مثل روسيا و الصين ، و ان كان هناك افضلية لأمريكا في العالم سيكون هو الاقتصاد و الدولار كعملة ثابتة فرضت على العالم كمقياس لقوة اقتصاد اي دولة بديلا للذهب .
و امكانية امريكا لي ذراع اي دولة في العالم و ارضاخها اقتصاديا بسبب تربعها على عرش العالم اقتصاديا و ملكيتها لكبرى المؤسسات الدولية العالمية كصندوق النقد الدولي و البنك الدولي .
على كل أعتقد ان التصعيد في العالم وصل الى نقطة اللاعودة ، و نحن نشهد تصعيد متزايد في كافة الجبهات ، و حسب ظني ان هذا التصعيد لن يتوقف حتى الوصول الى الحرب الكبرى سواءا اقليمية او عالمية ، نووية كانت ام تقليدية ، و ساعة يوم القيامة خير دليل .
معاذ خلف