السيسي و اردوغان ، طي صفحة الربيع العربي الى الأبد !
السيسي و اردوغان ، طي صفحة الربيع العربي الى الأبد !
رادار360 – معاذ خلف
منذ 13 عشر عاما و في ظروف استثنائية ، احرق شخص يسمى البوعزيزي نفسه في السوق نظرا لتعدي افراد الأمن التونسي عليه و على بضاعته المعروضة ، الحدث عادي الى هنا و لكن لم يكن عادي بالنسبة للجزيرة و الغرب ، فقد اقاموا الدنيا و لم يقعدوها ، حتى خرج الشعب التونسي واسقط زين العابدين بن علي ، ثم انتقلت الموجه الى مصر و من ثم ليبيا وسوريا !
و لعل كافة الدول السابقة تم نزع الشرعية عن رؤسائها بأوامر غربية و آلة اعلامية موجهة من الغرب قبل ان تكون بإرادة شعبية وطنية !
كلمة السر في التحركات على الأرض تنظيم الإخوان المسلمون ، المدعوم من كلا من تركيا و قطر ، فقد نظم التنظيم صفوفه و امرهم بالخروج على الحكام في كل من تونس و مصر و ليبيا وسوريا ، ويد السلطات الأمنية في تلك الدول كانت مكبلة نتيجة لرغبة الغرب الواضحة في التغيير ، والاقتتال وتدمير الاوطان ، فسقط الجيش الليبي في مواجهة التكفيريين و الناتو ، وسقط الجيش السوري في مواجهتهم ايضا ، اما مصر فقد انقذها الرئيس السيسي في حدث استثنائي و هي على شفا الهاوية و الوقوع في حرب اهلية و اقتتال شوارع !
الربيع العربي بقيادة برنارد هينري ليفي الفرنسي اليهودي حقق أهدافه بالنسبة لاسرائيل و الغرب ، فقد انهكت مصر ، وسقط الجيش السوري و الليبي ، واصبحت الدول العربية على حافة حروب اهلية و اقتتال ، اما بالنسبة للشعوب العربية الباحثة عن الحرية و الكرامة فللأسف لم يحقق اهدافه ، فقد استغل الغرب صفاء نواياهم في الرغبة في تحسين اوضاعهم و حقوقهم في دولهم و دخل من هذا الباب لتدمير اوطانهم تماما !
تركيا برئاسة رجب طيب اردوغان ، المتمردة على سياسات الغرب قدر المستطاع ، قررت ان تطوي صفحة الربيع العربي المشؤوم منذ دعوتها الرئيس السيسي الى زيارتها ولقاء اردوغان ، و نيتها لترتيب لقاء يجمع كل من الرئيس التركي و الرئيس السوري .
لقاء الرئيسين التركي و المصري اليوم له دلالات كثيرة ، ليس فقط طي صفحة الربيع العربي و الارهاب الدولي المنظم ، بل التوافق على سياسات من منطلق و نظرة عربية قومية بحتة ، بوجهة نظر عربية خالصة بقيادة مصرية ، دون وصاية او تبعية لهذه الدولة او تلك .
لقاء اليوم بمثابة بوصلة و خارطة طريق نحو استقرار الوضع في كل من ليبيا و سوريا و العراق ، يحدث هذا عندما يجتمع الاضداد ليتوافقوا و تشعر الشعوب بعد عناء بالارتياح و اختفاء شبح الحروب .
“سواءا حقق الربيع العربي اهدافه نسبة الى صانعيه او لم يحقق ، المحصلة ان الاوطان العربية وجيوشها دمرت و عادت عشرات السنوات الى الوراء ، و الشباب العربي ازدادت معاناته و اغتصاب حقوقه في اوطانهم بدلا من انتزاع حقوقهم بثورات ظنوا انها حقيقية و اكتشفوا انها ملونة . “