ماكرون ونجوم الفن ينعون آلان ديلون آخر عمالقة السينما الفرنسية
ماكرون ونجوم الفن ينعون آلان ديلون آخر عمالقة السينما الفرنسية
تفاعل أهل السياسة والفن في فرنسا مع وفاة النجم السينمائي آلان ديلون، آخر عمالقة السينما الفرنسية وصاحب الشهرة العالمية الواسعة والذي رحل فجر اليوم الأحد.
وقال أبناء ديلون الثلاثة -في بيان مشترك، واضعين خلافاتهم جانبا بعدما كانوا في نزاع قضائي لأشهر بشأن والدهم الذي أضعفه المرض- إنّ “آلان فابيان وأنوشكا وأنتوني، وكذلك لوبو (كلب ديلون) يعلنون بعميق الحزن رحيل والدهم. لقد توفي بسلام داخل منزله في دوشي، محاطا بأولاده الثلاثة وعائلته (…) التي تطلب منكم احترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة هذه”.
وقال نجله أنتوني إنّ نجم “الظهيرة الأرجوانية” (Purple Noon) و”الساموراي” (Le Samourai) و”The Swimming Pool” (حوض السباحة) توفي قرابة الثالثة صباحا.
ماكرون وداتي ينعيان ديلون
وفي منشور عبر منصة “إكس” علّق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على وفاة ديلون، بالقول “موسيو كلاين أو روكو، لو غيبار أو لو ساموراي، آلان ديلون أدى أدوارا أسطورية، وجعل العالم يحلم. لقد منح وجهه الذي لا يُنسى ليقلب حياتنا رأسا على عقب”.
أما وزيرة الثقافة المستقيلة رشيدة داتي فكتبت عبر منصة التواصل الاجتماعي نفسها “آلان ديلون لم يعد موجودا. كنّا نعتقد أنه لا يرحل لأنّه عاش حيوات عدة” معتبرة أنه “يترك بوفاته فرنسا يتيمة من أجمل أدوار على الشاشة”.
خلافات بين الأبناء
وتصدر ديلون عناوين الأخبار صيف 2023 عندما رفع أبناؤه الثلاثة دعوى ضد المعاونة المنزلية للنجم هيرومي رولان، متّهمين إياها بـ”استغلال ضعف” والدهم. وقد رُدت الشكاوى وأُغلق الملف.
ثم خاض أولاده سنة 2024 معارك في ما بينهم عبر الإعلام والقضاء. واتهم الابنان أختهما بالتلاعب بوالدهما الذي كان يعاني سرطان الغدد الليمفاوية وأصيب بجلطة دماغية عام 2019، وإخفاء حقيقة وضعه الصحي عنهما.
وفي مايو/أيار 2019، عاد ديلون إلى السجادة الحمراء ضمن مهرجان كان السينمائي ليتسلم سعفة ذهبية فخرية. وقال حينها دامعاً وبلهجة مؤثرة “إنه كتكريم بعد الوفاة، ولكن في حياتي”.
نجوم الفن يرثون ديلون
وصباح اليوم، حضر عدد من محبيه لوضع بعض الزهور أمام منزله.
أما الممثلة كلوديا كاردينالي التي تشاركت مع ديلون بطولة فيلم “الفهد” (The Leopard) فقالت في رسالة “لقد انتهت الحفلة الراقصة. ذهب للرقص مع النجوم…”.
وعام 2015، قالت شريكته السابقة ميراي دارك، قبل أن يبلغ النجم الثمانين “إنّ آلان يعيش في عزلة عميقة، اختارها، في عالم آخر، في الماضي مع كائنات يحبها كثيرا (…) إن ضعف وضعه كان دائما حاضرا”.
وقالت بريجيت باردو عندما بلغ ديلون الثمانين “إنه نسر برأسين… الأفضل والأسوأ”.
وكان ديلون يفتخر بأنّه اعتمد على الكاريزما التي كان يتمتع بها.
وكانت وسامة ديلون نقطة مهمة لمخرجي الأفلام، بينما طبع عدد كبير من أفلامه المجال السينمائي، من بينها “الظهيرة الأرجوانية” لرينيه كليمان سنة 1960 الذي حقق بفضله شهرة عالمية، و”روكو وإخوته” (Rocco and His Brothers) عام 1960 و”الفهد” عام 1963 للإيطالي لوتشينو فيسكونتي، و”حوض السباحة” سنة 1969 لجاك ديراي.
وفي هذا الفيلم، يؤدي ديلون دور البطولة إلى جانب رومي شنايدر التي شكل معها ثنائيا مذهلا.
انتقاد وسخرية
كان أهم مخرج سينمائي في مسيرته جان بيار ملفيل الذي عمل معه في فيلمين هما “الساموراي” سنة 1967، و”الدائرة الحمراء” (The Red Circle) سنة 1970، قبل “شرطي” (A Cop) عام 1972.
وبفضل هذه الأدوار، تحول ديلون إلى اسم بارز في السينما، وعزز شهرته من خلال أفلام إثارة كثيرة أخرى.
وقد ألهمت شخصية ديلون مخرجين من مختلف أنحاء العالم، منهم جون وو من هونغ كونغ، والأميركي كوينتن تارانتينو، على الرغم من أن ديلون لم يصل مطلقا إلى هوليود.
ومن التنافس إلى التعاون النادر في “بورسالينو” (Borsalino) عام 1970 و”نصف فرصة” (Half a Chance) عام 1998، سارت مسيرة ديلون المهنية جنباً إلى جنب مع نجم آخر هو صديقه جان بول بلموندو الذي كتب عام 2016 “هو وأنا كالليل والنهار”.
وكتب بول نجل بلموندو عبر إنستغرام “أخبرتني يا آلان ذات مرة أنك تفتقد والدي، اليوم أنت من سنفتقده كثيرا”.
ومع أنّ ديلون كان يحظى بإعجاب جارف، فإنه كثيرا ما تعرض للانتقاد على خلفية شخصيته التي كانت توصف أحيانا بأنها غير ودية.
وقد انتقده البعض بسبب مواقفه المؤيدة لصديقه زعيم اليمين المتطرف جان-ماري لوبن.
وقبل ظهوره في مهرجان كان في أيار/مايو 2019، أثارت ناشطات نسويات جدلا بشأن تكريمه.
وتعّرض ديلون للسخرية بسبب غروره، إذ عُرف بتحدثه عن نفسه بصيغة الغائب.
وقال الرئيس السابق لمهرجان كان جيل جاكوب إن السينما الفرنسية فقدت “أسدا” و”ممثلا ذا نظرة فولاذية” معتبرا أن ديلون “صمم وسيطر على كل شيء باستثناء نهايته”.
كما قالت المغنية والممثلة أماندا لير إن “فرنسا فقدت نجمها”.