رادار 360 – معاذ خلف
عندما يتمادى الظالم في ظلمه ، و يصل به الغرور الى ان يقول أنا ربكم الأعلى ، و يصبح في اوج قوته و بطشه ، فأعلموا أنه يقترب من النهاية الحتمية ، قال تعالى :
“وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5)”
علامات اقتراب زوال الكيان الصهيوني كثيرة و يمكن اثباتها بالبراهين و الدلائل ، و لكن ما هو ملفت أن إسرائيل أعماها غرورها ، و اخذت تستهدف وتبطش خصومها دون ادنى حسابات لرد الفعل ، ولإجتماع الخصوم الحتمي ، نحو هدف واحد وهو إسرائيل ، والحقيقة أن السبب فيما وصلت اليه إسرائيل هي الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تكبح جماحها و اعطتها ضوء اخضر لتعيث في الأرض فسادا ، فظنت انها فوق الحساب و المساءلة ، حيث لم يردعها لا القانون الدولي ولا الدين ولا العرف ولا الإنسانية .
صرح مسؤول أمريكي منذ شهور أن أمريكا “تعمل على حماية إسرائيل من نفسها” و حقيقة قد فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك ، فإسرائيل الآن في الهاوية و هذا ليس كلامي بل كلام المعارض اليساري الإسرائيلي “لابيد” ، و اعتقد ان الهاوية تلك المرحلة التي تسبق الزوال!
لو تم اختيار أغبى شخص صهيوني على وجه الأرض ليخطط للموساد الإسرائيلي ، لم يكن ليجمع عليه جميع الخصوم في ذات الوقت ، غير أن هناك تفسير أخر وهو أن إسرائيل تحاول توريط الولايات المتحدة في حرب واسعة في المنطقة ، و هذا عكس رغبتها التي صرحت بها مرارا من قبل .
إسرائيل بدأت بشراء العداء اليمني أولا بقصف مدينة الحديدة ، و هنا الثأر من الضربة مؤجل و غير متنازل عنه ، و التأخير لا يعني عدم الرد!
لم تنهي إسرائيل العداء اليمني و لم تنتظر الرد بل بادرت باغتيال الرجل الثاني في حزب الله “فؤاد شكر” كرد على صاروخ اطلق و سقط في ملعب كرة قدم للأطفال في الجولان المحتل وقتل 12 طفلا درزيا، والذي نفى حزب الله مرارا انه من يقف خلف اطلاق الصاروخ !
و هنا الذريعه واضحة انها من الممكن ان تكون من صنع الصهاينة أنفسهم لتوسيع الحرب ضد حزب الله ، او انها ذريعه من البداية لإغتيال فؤاد شكر بعد ان رصد و عرف مكانه !
في اليوم التالي لم تنتظر إسرائيل ، فقد ارتكبت خطأين بحركة واحدة على رقعة الشطرج ،فقد اغتالت الرجل الأول في حماس “إسماعيل هنية” و استهدفته في دولة ذات سيادة وقوة صاروخية كبيرة و على وشك ان تصبح دولة نووية ، و هذه إهانة كبيرة لدولة طامحة لامتلاك تكنولوجيا نووية تتفاخر بسيادتها وقوة أمنها القومي!.
ثم استهداف قائد في الحرس الثوري الإيراني في العاصمة السورية !
المنطقة لم تعد على حافة الهاوية ، بل أصبحت كبركان ملأت حممه السطح و بانتظار لحظة انفجاره !
وصلت البارجات الأمريكية الى سواحل المتوسط ، و إسرائيل تنتظر رد “حماس و حزب الله و اليمن وسوريا و ايران !” في الوقت الذي صرح فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في وقت سابق اليوم ان الحرب أصبحت مفتوحة على كافة الجبهات !
“صحيح أن حماس قد فشلت في تطبيق شعار “وحدة الساحات” و جمع الاشقاء في محور المقاومة على كلمة سواء، و لم يكن لقوة في الكون ان توحدهم في حرب مفتوحة مع الاحتلال ، و لكن الاحتلال ذاته قد فعل! ، و المنطقة أصبحت مؤهلة أكثر من أي وقت مضى لحرب إقليمية سبق وان انذرت منها في مقال سابق منذ اليوم الثاني للحرب على غزة ! ، ايران ، العراق ، سوريا ، لبنان ، اليمن ، فلسطين “