رادار 360 – معاذ خلف
هناك قادة في فلسطين هم ليسوا دنيويين ، بل يعملون من أجل يوم سترتقي روحهم فيه الى خالقهم ، و ليس نضالهم و جهادهم ضد العدو الصهيوني الا ابتغاء مرضاة الله عز وجل و تقربا منه ، و من أمثلة هؤلاء هم القادة الشيخ أحمد يس ، الدكتور الرنتيسي ، و اخر من لحق بالركب القائد إسماعيل هنية ، نحتسبهم عند الله من الشهداء ، رحمهم الله جميعا .
لحق إسماعيل هنية بركب الشهادة مع أبناؤه الثلاثة و أحفاده ، و قدم دماؤه الطاهرة الزكية في سبيل تحرير فلسطين و المسجد الأقصى ، تلك هي المحصلة أما الأسباب فكثيرة عندما نسأل لماذا ؟
مع تعدد السيناريوهات و الروايات و الأسباب للإغتيال و طريقته و مكانه ، هناك دلالات لا يمكن تجاوزها بدأت هذه الدلالات مع اغتيال الرئيس رئيسي و مرافقيه في ايران و انتهت باغتيال إسماعيل هنية ، و اعتقد ان السبب الرئيسي الذي تتعامل به طهران مع قادتها من خلاله هو المرحلة و المقابل !
هاجم رئيسي إسرائيل بسرب من الأسلحة المتنوعة بعيدة المدى ، و كانت لهجة الخطاب بين كل من الأخيرة و ايران في تصاعد وتوتر مستمر ، أي انهما كانا على شفا حرب مفتوحة قبل ان يتم اغتيال رئيسي و الاتيان برئيس وسطي يؤمن بالحوار مع الغرب !
لن أقول هنا ان ايران هي من نفذت ولكنها من سهلت الطريق ، فالمنفذون جميعنا يعلمهم و يعلم من وراؤهم وهو الموساد الإسرائيلي .
تخلصت ايران من رئيسي في سبيل انهاء مرحلة و بدء أخرى بسياسات معاكسة لمنع التصادم المباشر مع الغرب .
صرح قادة الصهاينة في وقت سابق من بداية حرب طوفان الأقصى ان المستهدف هم القادة ، أي قادة حماس ، وان قضينا عليهم ستنتهي الحرب ، كانت هذه البداية لنهاية الحرب المفتوحة على غزة ، غير ان إسرائيل و منذ بداية الحرب لم تعلن عن اغتيال قائد واحد مؤثر في المقاومة خلافا لمحمد الضيف قائد الجناح العسكري لحماس و هي أنباء غير مؤكدة و لم يتم تأكيدها من قبل حماس .
بالتالي كان من الضروري تقديم قربانا لإسرائيل حتى تنهي الحرب و تقبل بالسلام ، و هنا اعود لتغريدة للمرشد الأعلى الإيراني منذ ساعتين أي بعد عملية اغتيال هنية قال فيها ” لم يكن هنية ليبخل بدمائه في سبيل انقاذ الشعب الفلسطيني ! “
ينوه هنا بشكل واضح ان اغتيال هنية هو قربان لإسرائيل في سبيل انهاء حربها ، و هنا سأقولها صراحة ان اطراف إيرانية نافذه سهلت ، و أمريكا و بريطانيا و إسرائيل نفذوا ، و ربما كانت بعلم المخابرات القطرية أيضا ! ، أي ان قرار اغتيال الرجل اتخذ في الغرف المظلمة بين الأجهزة الأمنية لإسرائيل و دول عربية .
ايران باغتيال إسماعيل هنية تريد ان تطوي مرحلة ، و تبدأ أخرى في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، و إسرائيل باغتيال الرجل تريد ان تنتقم ممن اتخذوا قرار السابع من أكتوبر حتى لو كان الرجل الأول في حماس .
عادة ما تستخدم إسرائيل أسلوب اغتيال القادة بدلا من الحرب المفتوحة ، و هذا المثال طبق بحذافيره في جنوب لبنان ، فرغم الحرب بين حزب الله و إسرائيل المحدودة التي تخضع لقواعد لعبة ما ، الا ان إسرائيل قد ركزت على اغتيال قادة الحزب الأصغر فالأكبر ، و عندما تخطى الحزب الخط الأحمر بضرب ملعب للأطفال في الجولان ، لم تبدأ إسرائيل حربا مفتوحة مع لبنان بل تم اغتيال الرجل الثاني في حزب الله ، و هذا ينعكس على اغتيال هنية و مدى تأثيره على الحرب الدائرة في غزة .
“فلسطين التي أنجبت ياسر عرفات و خليل الوزير و أبو اياد و كمال عدوان و الشيخ احمد يس و الدكتور الرنتيسي و إسماعيل هنية ، قادرة على تنجب من هم أشد بأسا على العدو الصهيوني من هؤلاء .”