إسرائيل تقصف البقاع وتتوعد حزب الله ولبنان يحذر من حرب إقليمية

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف خلال ساعات الصباح والليل مخابئ أسلحة وبنى تحتية في البقاع (شرق) وفي شبريحا وبرج الشمالي وكفركلا ورب ثلاثين والخيام وطير حرفا بجنوب لبنان.

من جهته، قال مراسل الجزيرة إن طائرات إسرائيلية شنت غارات على بلدة العباسية جنوبي لبنان ومحيط بلدة برج الشمالي، كما استهدفت بلدة الخيام بغارتين جويتين. وقد تسبب القصف الإسرائيلي في اندلاع حرائق وأضرار في ممتلكات المدنيين.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي يتبادل حزب الله وإسرائيل قصفا عبر الحدود أسفر عن مقتل نحو 400 شخص في الجانب اللبناني وأكثر من 40 في الجانب الإسرائيلي، وأثار حادث مجدل شمس مخاوف من مواجهة شاملة.

إسرائيل تهدد

وبعيد حادث مجدل شمس الدرزية الذي قال الجيش الإسرائيلي إنه وقع في ملعب لكرة القدم وضحاياه كانوا أطفالا، تواترت التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة هي الأقسى لحزب الله منذ بدء المواجهات قبل نحو 10 أشهر.

وادعى الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ الذي أصاب الملعب في مجدل شمس إيراني من نوع “فلق 1” وأن حزب الله أطلقه من شمال قرية شبعا بجنوب لبنان.

كما ادعت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم أن الجيش لم يطلق صواريخ اعتراضية تجاه الصاروخ الذي سقط بمجدل شمس بسبب التضاريس المعقدة، وأضافت أنه وفق تحقيق أولي أجراه الجيش أطلق الصاروخ من ارتفاع منخفض ولم تسنح الفرصة لإعطاء وقت أطول لتحذير السكان.

ونقلت الإذاعة عن شهود عيان بمجدل شمس أنه وبخلاف تحقيق الجيش فان الإنذار استمر لثوان معدودة فقط.

وكان حزب الله أصدر منذ مساء أمس بيانا نفى فيه أي علاقة له بالحادث على الإطلاق، واصفا التصريحات الإسرائيلية بالادعاءات الكاذبة.

ونقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مسؤول أميركي أن مسؤولين في حزب الله أبلغوا الأمم المتحدة بأن الحادث كان نتيجة سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي مضاد للصواريخ على ملعب لكرة القدم بمجدل شمس.

ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي مساء اليوم لبحث التطورات في الشمال، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قلص مدة زيارته إلى الولايات المتحدة وعجل بعودته، وتوعد حزب الله بدفع ثمن باهظ.

وفي حين قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن حزب الله تجاوز الخطوط الحمر وإن إسرائيل تقترب من حرب شاملة معه، ذكر مصدر إسرائيلي أن الرد سيكون قاسيا لكن دون الانجرار إلى حرب شاملة.

ودعا زراء إسرائيليون إلى رد واسع على ما حدث في مجدل شمس، حيث دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير نتنياهو لشن حرب على الحزب بشكل فوري، وطالب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بينما قال وزير الداخلية موشي أربل إن الرد على هجوم مجدل شمس يجب ألا يكون أقل من الرد على هجوم الحوثيين على تل أبيب.

كما دعا عضو مجلس الحرب الإسرائيلي السابق بيني غانتس إلى “رد كبير” على حزب الله ولبنان، قائلا إن الوضع على الجبهة الشمالية لا يمكن أن يستمر على هذا النحو.

ضبط النفس

ونقلت وكالة رويترز عن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب قوله اليوم إن بيروت طلبت من واشنطن حث إسرائيل على ضبط النفس في ظل التوتر في الآونة الأخيرة.

وأضاف بوحبيب أن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية كبح جماح حزب الله، محذرا من أن شن إسرائيل هجوما كبيرا سيؤدي إلى حرب إقليمية.

وكانت الحكومة اللبنانية أصدرت بعيد حادث مجدل شمس بيانا قالت فيه إن “استهداف المدنيين يعدّ انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية”، داعية إلى “الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات”.

وفي لبنان أيضا، قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إن استهداف المدنيين مرفوض ومدان سواء كان في فلسطين أو الجولان المحتلين أو في جنوب لبنان.

وحذر جنبلاط مما وصفها بمساعي إسرائيل الرامية إلى إشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوناتها.

في غضون ذلك، حذر مسؤولون أمميون من أن تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي قد يقود المنطقة إلى كارثة تفوق التصور.