مقالات رئيس التحرير
Trending

أبو شجاع و دور السلطة الفلسطينية !

أبو شجاع و دور السلطة الفلسطينية !

رادار 360 – معاذ خلف

لم تكن يوما الخيانة و العمالة وجهة نظر، و مهما قدمت السلطة من تنازلات و انبطاح و عمالة و خيانة و تدني و انحطاط لأجل رضى الصهيوني عنها ستفاجئ بآية صريحة في القرآن الكريم
“و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم” .

أنشأت السلطة الفلسطينية بموجب اتفاق أوسلو في تسعينيات القرن الماضي لإدارة شؤون الشعب الفلسطيني و حمايته ، و لم تكن حماية الاحتلال من أولوياتها حتى استشهاد عرفات ، فالتنسيق الأمني يعني حماية عناصر السلطة و موظفيها من بطش الاحتلال ، و ليس حماية الاحتلال من أبناء الشعب الفلسطيني .

هي اسما سلطة فلسطينية وواقعا ذراع أمني صهيوني ، و صراف مالي لمن هم في ركبهم من أبناء شعبنا الفلسطيني ، ممن قدموا شروط الولاء و الطاعة للإله محمود عباس ، و اعترفوا ان الشعب الفلسطيني وضعه الطبيعي ان يعيش مهان أسفل بساطير الاحتلال ، و فيما عدا ذلك من دور وظيفي للسلطة تم سلبه  .

يعيش شعبنا الفلسطيني مرحلة حرجة و صعبة ، بعد الاستهداف الصارخ للمدنيين من أبناء غزة و الضفة ، و بما أن إسرائيل اتخذت الحرب خيارا وحيدا للتفاهم مع أصحاب الأرض ، فمن الطبيعي ان لا تجد منا سوى خيارا واحدا وهو خيار المقاومة مهما كانت التكاليف .

غير ان سلطة محمود عباس كان لها خيارا اخر ، و هو ممارسة دورها الوظيفي في حماية الاحتلال كشركة أمنية مستأجرة في تقزيم واضح لوضعها كممثلة للشعب الفلسطيني ، و ما يزيد الطين بله هو ان هذا الدور الذي صمم عباس لعبه اتى في وقت يحرق فيه أبناء شعبنا أسفل نيران طائرات العدو الصهيوني .

ان كنت أضع اللوم في الوضع القائم في الضفة الغربية على أحد فسيكون اللوم على أبناء شعبنا هناك الذين سمحوا للسلطة بأن تستمر بنهجها الحالي بأن تتعامل مع أبناء شعبنا كذراع أمني صهيوني و ليس كولي أمر مسؤول .

“المجاهد محمد جابر “أبو شجاع” 26 عاما ، أصاب الصهاينة بالجنون ، و قد فشلوا مرارا و تكرارا في اعتقاله او قتله ، ولازال يمارس دوره و حقه الشرعي في مقاومة الاحتلال ، انفجرت به عبوة ناسفه اثناء تصنيعها و ذهب ليتلقى العلاج في مستشفى “ثابت ثابت” لتغدر به أجهزة السلطة و تذهب لإعتقاله ، غير أن الأهالي تجمهروا حول المشفى و منعوا اعتقاله بعد اشتباكات مع أجهزة السلطة .”

و هنا ماهو المقابل الموضوعي لإعتقال أبو شجاع ؟ ماذا سيكون مكسب السلطة ؟ غير الذلة و المهانة و احتقار أبناء شعبنا الفلسطيني لدورهم المخزي ؟ و ماذا ستقدم لهم إسرائيل كمكافئة ؟ فإسرائيل حسمت امرها أنها لن تسلم غزة للسلطة !

شعبنا الفلسطيني في غيبوبة ، ولو انه لم يكن في غيبوبة لسحل كل قيادات السلطة في الشوارع كرد فعل طبيعي على العمالة الصريحة للإحتلال ، و فقدان الهوية الوطنية ، و القيمة الوطنية في اعتبار فلسطين وطن للفلسطيين وحدهم !

السلطة الفلسطينية تبرهن في كل يوم انها انتهت ، ولكن للأسف بشكل مخزي و مهين ، ستكتب في التاريخ كجزء من حركة الاحتلال و ليس جزءا من حركة التحرر .

الأن فقط قد وصلت الى قناعة ان السلطة لن تقوم لها قائمة ثانية ، فقد تخلصوا منها للأبد ، تخلصوا منها يوم اغتالوا مؤسسها وكاتب مبادئها ياسر عرفات ، و من اتى بعده اتى فقط لتبقى السلطة اسما في اكبر اختراق للشعب الفلسطيني .

Show More

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button