مقالات رئيس التحرير
محمد دحلان .. بين الدور المسموح به ، و المنتظر منه .
محمد دحلان .. بين الدور المسموح به ، و المنتظر منه .
رادار 360 – معاذ خلف
القيادي محمد دحلان ، ابن قطاع غزة ، ابن حركة فتح ، مناضل فلسطيني نشئ على البذل و العطاء من أجل فلسطين ، تميز بكاريزما قيادية خاصة منذ بداياته في العمل التنظيمي ، و تدرج حتى اصبح احد رفاق الشهيد ياسر عرفات ، و كلما تقدم كان يزداد اعداؤه ضراوة في عداوته ، بعد استشهاد ياسر عرفات فقدت البوصلة ، و اخطف العمل الوطني ، و اخطفت فتح ، و اختطفت السلطة بل واختطفت منظمة التحرير ايضا ، اختطفت لصالح مجموعات فئوية مناطقية لا تؤمن بالعمل الوطني الجماعي ، بل لا تؤمن بالعمل الوطني من الاساس ، اتخذت مناصبها وسيلة للتجارة و جمع الاموال ، و كان مقابل تلك الاموال قتل القضية الفلسطينية و تدمير فتح و تفكيك منظمة التحرير الفلسطينية ، و قد حدث .
“لا اريد الخوض في من تكون تلك الفئة ، فجميعنا يعرفهم ، و لم تكن بداياتهم بعد استشهاد عرفات ، بل منذ سبعينيات القرن الماضي ، وكلما تقدمت مسيرة الثورة الفلسطينية كان العداء يزداد بين من اطلقوا على انفسهم ابناء الضفة الذين يرون ان لهم الأفضلية في تولي المناصب القيادية و قيادة الثورة ، و ابناء غزة المناضلين الفاعلين الذين عانوا التهميش طوال مراحل الثورة ولم يكن هناك سندا و حامي لهم سوى الشهيد ياسر عرفات .”
نتيجة مؤامرات و استهداف شخصي من تلك الفئة تم اقصاء دحلان من السلطة بل و ادانته لأسباب واهية غير منطقية ، و في كل مرة يستهدفون القيادي محمد دحلان تزداد صلابته وتزداد اعداد الناس حوله مؤازرة و مناصرة ، غير ان دحلان لم يستسلم و يعتزل العمل السياسي و الوطني بعد اقصاؤه ، بل بذل ولازال يبذل جهود وطنية و سياسية و انسانية ومجتمعية ، كل هذا العطاء كان دون ان يكون له منصب رسمي او حتى ينتظره !
ازدادت شعبيته اكثر و اكثر نتيجة هذا العطاء الغير مشروط حتى اصبح انصاره يدفعون به لتولي منصب رسمي ، وبالطبع و بطبيعة الحال لم يكن ليرضيهم ان يقبلوا بأقل من رئاسة السلطة الفلسطينية ببرنامج وطني و نضالي و سياسي جديد يلبي طموح الشعب الفلسطيني ، غير ان دحلان و في لقاء تلفزيوني مع المذيع اللبناني “توني خليفة” قد نفى قطعا رغبته في تولي اي منصب في السلطة او حتى رئاسة السلطة ، وهذا الموقف شكل خيبة أمل كبيرة لأنصاره .
العمل الوطني و الانساني و السياسي خارج الاطار يعتبر صعب و محدود الى حد كبير ، وبين تضارب المصالح تذهب الكثير من الجهود ادراج الرياح ، و لكن هذا ليس كل شيء ، فمن الممكن ان يأتي دحلان خارج منظومة السلطة الفاسدة و في اطار منظمة التحرير الفلسطينية لقيادة غزة ، لا سيما بعد تشكيل الحكومة المخزية لمحمد مصطفى التي لا تحتوي سوى على وزيرين فقط من القطاع ، وهذه دلالة واضحة ان الانقسام مستمر بإرادة السلطة الفلسطينية في حين تصميم أمريكا و من خلفها إسرائيل على إزالة حماس قطعا من الحكم ، ووجود الميناء الأمريكي في الشمال دلالة واضحة على واقع جديد سيفرض على غزة .
المعركة الوطنية لن تكون سهله في سبيل تحقيق ذلك ، ولكن رصيد دحلان الوطني ووضعه الدولي يسمح له بقيادة غزة ، فهو يمتلك رصيد كبير من حب أبناءها ، و هذا يجعله الشخص الوحيد القادر على تلبية طموح الغزاويين .