مقالات رئيس التحرير
أخر الأخبار

اليمن خطوة على طريق المواجهة المباشرة و"التصعيد بالتصعيد" !

اليمن خطوة على طريق المواجهة المباشرة و"التصعيد بالتصعيد" !

رادار 360 – معاذ خلف

عندما تكون هناك ثقة في القدرات العسكرية و البشرية ، ولا توجد نقاط ضعف او يد تلوى من أجل مصلحة ما ، تكون الحرب أكثر متعة و ضراوة ، لأن أصحاب الحق واثقون و لديهم ايمان كامل بعدالة القضية التي يدافعون عنها .

لم تكن اليمن يوما في حسابات الإحتلال الإسرائيلي ، ولا في خارطة الدول التي من الممكن ان تواجهه بصورة مباشرة ، لإعتبارات عدة ، اولها هي المسافة الشاسعة بين كل من فلسطين و اليمن و التي تحتاج الى أسلحة نوعية خاصة لتصل اليها ، ثانيها هو اقحام اليمنيون في صراع داخلي و حروب أهلية اضافة لحرب الخليج الأخيرة ، وهو ما جعل الاحتلال يظن أن اليمن من الصعب ان تدخل في صراع مباشر مع اسرائيل .

بدأ اليمنيون اعتراضهم على الحرب في غزة و تضامنهم مع أهلها بإستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر ، وتحديدا الغربية و على رأسها الإسرائيلية ، لتشكل اكبر  أزمة عالمية في النقل البحري عرفها العصر الحديث ، و ان كان يعد هذا المجهود كاف من دولة كاليمن تعاني حروب داخلية انهكتها ، الا انها لم تكتفي بذلك بل ارسلت الصواريخ و المسيرات لأطراف البلدات الحدودية الإسرائيلية كمدينة ايلات ، و لم تكن هذه الضربات لتوجع اسرائيل ، حيث انها مساهمة يمنية رمزية في الحرب المباشرة مع الاحتلال ، وتحقيق بالحد الأدنى لشعار “وحدة الساحات” ، استمرت الحرب على هذه الوتيرة طوال فترة الحرب المقدرة بتسعة أشهر ، الى ان اعلن القائد اليمني البطل “عبد الملك الحوثي” و في خطاب متلفز أن “التصعيد بالتصعيد” و لعل هذا القرار لم يكن من السهل ابدا الإلتزام به في ظل المتغيرات الدولية التي تحدث في عالمنا اليوم ، وتضامن الغرب كليا مع اسرائيل ووجودها ، و الهجمات بكافة انواع الاسلحة و التكنولوجيا العسكرية الغربية على اليمن ، في حين أن الحكومات العربية بأكملها بما فيهم الزعماء القوميون المعروفون بداية من عبد الناصر وصولا بصدام حسين و انتهاءا بالقذافي قد عجزوا عن خلق هذه المعادلة مع الاحتلال الإسرائيلي ، غير أن اليمنيون كان لهم رأيا آخر !

فبعد اعلان القائد عبد الملك ان التصعيد بالتصعيد ، ازدادت وتيرة ارسال المسيرات و الصواريخ للمدن الاسرائيلية و كانت أغلبها يسقط في ايلات ، الى ان تفاجئ العالم فجر اليوم الجمعة الموافق 19\7\2024 باستهداف عمق تل أبيب في انفجار بجانب السفارة الأمريكية في قلب مدينة تل ابيب ، و ما أعلن عنه من جانب الإسرائيليين من ضحايا “قتيل و عدد من الجرحى” ، غير أنني عادة ما ينتابني الشك في الرواية من قبل العدو للخسائر المادية و البشرية .

بعد ساعات من العملية أطل علينا البطل “سريع” المتحدث بإسم الجيش اليمني ليعلن بكل شجاعة مسؤولية اليمن عن الحادث ، و يخبر الاحتلال و العالم ان هذه هي البداية و ليست النهاية ، بداية استهداف عمق الكيان الصهيوني ، ردا على المجازر المرتكبة في حق أهلنا في غزة !

اليمن هنا دخلت بكل قوة في صراع مباشر مع اسرائيل ، دون ان تخشى او تخاف القوى النووية التي تحيط بسواحلها ، و هي على استعداد للتصعيد اكثر و اكثر لطالما ان الاحتلال الاسرائيلي قد صعد من حربه تجاه المدنيين العزل من أهلنا في غزة ، وقد حققت بذلك و جسدت شعار وحدة الساحات ! .

“الحروب العادلة و البطولة و المروءة و الشجاعة لا تنتظر ثناءا او شكرا منكم كعرب ومسلمين ، بل سيخلدها التاريخ ابد الدهر لتكتب بأحرف من نور ، وتقرأ الأجيال القادمة بطولات قادة يمنيون ظلمهم العالم العربي و الاسلامي في يوم من الأيام .”

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى