مقالات رئيس التحرير

وحده الشعب الفلسطيني يملك البوصلة !

وحده الشعب الفلسطيني يملك البوصلة !

رادار 360 – معاذ خلف

عندما يكون هناك شعب أرضه محتله ، و يفتقد للقيادة و مركزية القرار ، يصبح هذا الشعب كله قائد و كله يملك البوصلة ، من أصغر طفل الى أكبر شيخ !

منذ استشهاد ياسر عرفات رحمه الله فقد الشعب الفلسطيني مركزية القرار ، و افتقد للقيادة المسؤولة التي تجمع عموم الشعب الفلسطيني على كلمة واحدة ، و لأن من أتوا بعده كانوا أضعف من أن يفرضوا احترامهم و سلطتهم على كامل الشعب ، فقد سقطوا أخلاقيا ووطنيا وسياسيا .

عندما يعيش الشعب واقع احتلال ظالم، تصبح البوصلة معروفة ، ويمسك بها جل الشعب من أصغر طفل الى اكبر شيخ ، فهم ليسوا بحاجة لقيادة تدليس و تدجين المواقف الوطنية ، لا سيما عندما تكون القيادة ترى ان مصلحتها الشخصية هي الاولى في سلم الاولويات ، ثم الإستحقاقات الوطنية في نهايته ، و هذا ما حدث مع كلا السلطتين ان كانت رام الله او غزة .

تميز عرفات بتفرده و تميزه انه قاد سياسة متزنة معتدلة بين السلم و الحرب ، المفاوضات و المقاومة ، غصن الزيتون و البندقية ، بالتالي وضع الشعب الفلسطيني ثقته فيه و استأمنه على مستقبل وطن و قضية .

أما السلطة الحالية فقد اعترفت اعترافا صريحا أن مهمتها هي حماية اسرائيل ، وتنصلت من كافة استحقاقات الشعب الفلسطيني و حقه في المقاومة و اختيار سلطته وفق ارادة شعبية ، بالتالي سقطت سريعا من عين الشعب الفلسطيني  كما ذكرت أخلاقيا ووطنيا و سياسيا وسقطت ايضا من عين الإحتلال الذي يدعون انهم يعيشون تحت بساطيره ! فالذي لا يحترم شعبه لا يحترمه الإحتلال ، لأنه يستمد وجوده و مركزه من قوة احتلال لا من قوة جماهير شعبه .

أما حماس فقد سلكت ذات الطريق التي سلكته السلطة الفلسطينية بعد حكم غزة و تخدرت تماما و استسلمت للأمر الواقع ، و دارت في ذات دوائر الفساد و استغلال الشعب التي دارت فيها سلطة رام الله ، الى ان افاقت من التخدير و تذكرت انها حركة مقاومة و ليست سلطة حكم و قامت بالسابع من اكتوبر !

و اي كان مدى رضى المواطن الفلسطيني عن السابع من اكتوبر الا ان المحصلة ان حماس عادت الى مربع المقاومة بكل قوة ، و لم تنسيها سلطتها في غزة واجباتها كحركة تحرر كما فعلت مع حركة فتح .

ربما يختلف الشعب الفلسطيني عن شرعية فتح او حماس ، السلطة و غزة ، و لكنه لا يختلف عن احتقاره لطريق أوسلو و من سلكوه ، و طريق الخدمة تحت بساطير الإحتلال ، و لم يختلف ايضا على المقاومة ، و رد الصاع صاعين لإسرائيل و فساد سلطة رام الله.

الشعب الفلسطيني يملك البوصلة دون قيادة منذ استشهاد عرفات ، ولم يفقدها ، ويعرف جيدا طريق القدس ، و حدهم من فقدوا البوصلة هم من كان من المفترض بهم ان يمسكوها و هم قيادة الشعب الفلسطيني الحالية .

“جدلية كيف تصنع سلطة و قيادة تملك القرار الوطني و تحظى بإحترام الشعب هي موهبة حبا الله بها الشهيد ياسر عرفات ، فلا تضل طريقه ، وتبحث عن حب و احترام و تقدير الشعب الفلسطيني !”

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى