رادار 360 _ معاذ خلف
لا شك أن النظام السياسي الفلسطيني المتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية أولا ثم السلطة في حالة انحدار مستمر ، و هذا لم يكن في عهد ابو مازن فقط ، بل ما قبل وفاة ياسر عرفات ، تفضيل السلطة ما بعد أوسلو كمنظومة سياسية رائدة للعمل السياسي الفلسطيني على حساب منظمة التحرير كان خطأ فادحا ، فلم يكن على القيادة الفلسطينية الوثوق بأوسلو ثقة عمياء بأنها ستوصلنا الى الدولة ، حتى يتم الاستغناء عن خدمات منظمة التحرير كممثل شرعي يجمع الفلسطينيين .
و انا هنا لا ألوم قادتنا فقط ، فالجزء الأكبر من الإنهيار كان بسبب الضغوط الإسرائيلية ، و جعل الترياق المساعد لحياة السلطة فقط في ايديهم هم ، و هذا خطأ استراتيجي أخر من قادتنا .
بعد ان قامت اسرائيل بتجميد عمل السلطة سياسيا ورفض التعامل مع المحتل و التفاوض معه للوصول الى حلول ضمن اتفاقية اوسلو ، بدأت المرحلة الثانية و هي النيه لتغيير النظام السياسي الفلسطيني ، و الإكتفاء بإدارة مدنية حسب تصريحات سموتيرتش ، و أن هذه الخطة يعمل عليها اليمين الإسرائيلي المتطرف منذ سنوات ، و حان وقت تنفيذها !
اضافة الى نية مبيته لتفريغ غزة والضفة من أبناء فلسطين قدر المستطاع حتى تسهل السيطرة ، و حتى الأن قد فشلت في ذلك !
تصريحات وزير المالية الإسرائيلي تعتبر خطرة لأنها أتت في وقت حرج ، أتت في وقت احتل فيه قطاع غزة بالكامل ،مع نية مبيته لتدمير حماس عسكريا و سياسيا ، و رغم الخلاف الحاد بين فتح و حماس ، الا أننا كفلسطينيين لاحظنا ان اسرائيل ماضية في القضاء على النظام السياسي الفلسطيني برمته ، سواءا منظمة التحرير و السلطة او حتى حماس في حال انها قررت ان تستمر سياسيا .
الإدارة المدنية و روابط المدن تعتبر اهانة للفلسطينيين ، فلا نحن حصلنا على دولتنا ولا نحن عشنا في دولة واحدة مع الصهاينة و منحنا كامل حقوقنا !
اذا وجب هنا التحرك و العمل و النضال من أجل فرض حل ، فإعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين سيسقط عن نضالك كفلسطيني لقب ارهابي و سيشرع مقاومتك ، و لكن أين هي هذه المقاومة ؟
أم اننا سننتظر ماما امريكا أن تفرض الحل و نستقبل فقط الحل المفروض علينا ؟ مع الأخذ في الحسبان كافة السيناريوهات التي تقول ان امريكا ستصنع الحل و تضغط على اسرائيل و تعطينا الدولة ؟
ألم يحاول ترامب في السابق عن طريق “خطة القرن” و كان رد اسرائيل عليها بمثابة تمزيق الخطة ووضعها في القمامة ؟
منظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها فقدت الفعل منذ زمن ، و أصبحت تسير وفق خط رسمه الإحتلال بعناية ، اما المقاومة السياسية و الاعلامية على الشاشات فلن تجلب لنا دولة !
اذا القيادة الفلسطينية بحاجة الى وقفه جادة لمراجعة آليات عملها ، و مستويات التعاطي كرد فعل لتصرفات الإحتلال الهمجية ، و هنا يعقد الأمل على أعلى هيئة سياسية و تشريعية بالبلاد “المجلس الوطني الفلسطيني” و هيئته التنفيذية ، بأن يعد خطة شاملة لإعادة بناء و تكوين النظام السياسي الفلسطيني وفق استراتيجية واضحة للنضال و التحرر اما حل الدولتين او دولة واحدة لا تنتقص فيها حقوق الشعب الفلسطيني ، كما يجب توجيه دعوة لكافة الأفراد و التنظيمات التي اختلفت معهم سلطة ابو مازن في السابق نحو عمل صفحة جديدة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني .
“قد لا يستطيع سموتيرتش تنفيذ تهديده ، و لكن سقوط السلطة ليس أشد وطئة و ضرارا من وجودها عاجزة الأن أمام كافة التحديات و الأخطار المحدقة بقضيتنا “