إيهود باراك: إسرائيل تواجه أخطر أزمة في تاريخها وجوهر الكارثة حكومة ورئيس وزراء غير مؤهلين
إيهود باراك: إسرائيل تواجه أخطر أزمة في تاريخها وجوهر الكارثة حكومة ورئيس وزراء غير مؤهلين
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك أن إسرائيل تعيش حاليا ذروة أزمة متنامية ومتطورة وبعيدة عن الانتهاء، مشددا على أن جوهر الكارثة يكمن في حكومة ورئيس وزراء غير مؤهلين.
وقال إيهود باراك في مقال رأي نشرته صحيفة “هآرتس” في نسختها الإنجليزية يوم الخميس، إن إسرائيل بأخطر أزمة في تاريخها وبدأت في 7 أكتوبر بالفشل الأكثر فظاعة.
ويضيف رئيس الحكومة الأسبق “الحرب على غزة مستمرة وتبدو رغم شجاعة وتضحيات الجنود والضباط، أقل الحروب نجاحا في تاريخ إسرائيل بسبب الشلل الاستراتيجي الذي تعاني منه القيادة”.
ويتابع قائلا: “نحن الآن نواجه قرارات صعبة بين بدائل رهيبة فيما يتعلق بمواصلة القتال في قطاع غزة وتوسيع العملية ضد حزب الله في الشمال والمخاطرة بحرب متعددة الجبهات تشمل إيران ووكلائها.. كل هذا يحدث بينما يستمر الانقلاب القضائي في الخلفية بهدف إقامة دكتاتورية دينية عنصرية وقومية متطرفة ومسيحانية ظلامية”.
وأفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق في مقاله بأن الأزمة تتطلب حشد كل ما هو قوي وصالح وفعال في داخلنا للعودة إلى طريق النمو والتمكين والتنوير والأمل الذي سارت عليه إسرائيل خلال معظم سنواتها، مردفا بالقول: “هذا هو الانتصار الحقيقي”.
وتابع قائلا: “في هذا الوقت، لا يمكننا تحمل المزيد من الأخطاء ويتعين علينا أن ننظر بشكل مباشر وشجاع إلى ما حدث وأسبابه، ثم نحتاج بعد ذلك إلى التصميم على إصلاح الأمر بسرعة على الرغم من المعارضة التي سيولدها القيام بذلك.. وهذا يتطلب الحسم والشجاعة والعمل من المعارضة ومن الائتلاف الحاكم، وكذلك من الإسرائيليين برمتهم”.
وذكر إيهود باراك أنها حالة طوارئ حقيقية وأن جوهر الكارثة التي تواجهها إسرائيل هو أنه في خضم الكارثة تقود البلاد حكومة ورئيس وزراء غير مؤهلين بشكل واضح لمنصبيهما.
وشدد رئيس الوزراء الأسبق على أن المسؤولين عما حدث في 7 أكتوبر وعن إدارة الحرب الفاشلة في غزة ليسوا مؤهلين لقيادة إسرائيل إلى عهد جديد لأن مخاطره ستكون أكبر بكثير، مضيفا: “لا يمكن للقبطان الذي أغرق سفينتين بالفعل واحدة تلو الأخرى، أن يعهد إليه بقيادة السفينة الثالثة والأخيرة”.
وأكد أنه يجب استبدال هذه الحكومة الفاشلة على الفور بتحديد موعد متفق عليه لإجراء الانتخابات أو من خلال إجراء تصويت بناء لحجب الثقة، موضحا أن ذلك يجب أن يتم خلال دورة الكنيست الحالية أي في الأسابيع الخمسة المقبلة.
ويردف بالقول: “إذا استمرت حكومة الفشل هذه في مكانها فخلال أشهر أو حتى أسابيع قد نجد أنفسنا غارقين بعمق في الجبهات الموحدة.. سنظل في غزة بلا نصر واضح، بينما نخوض أيضا حربا شاملة مع حزب الله في الشمال، وانتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، وصراعات مع الحوثيين في اليمن والميليشيات العراقية في مرتفعات الجولان، وبطبيعة الحال هناك صراع مع إيران نفسها التي أظهرت بالفعل من خلال الهجوم الصاروخي الذي وقع في أبريل أنها مستعدة للعمل ضدنا بشكل مباشر”.
ويبين أن كل هذا سيحدث بينما تكون إسرائيل معزولة وعلى خلاف مع الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تزود تل أبيب بالسلاح والدعم الدبلوماسي الفعال.
ويشير أيضا إلى أن إسرائيل مهددة بإصدار أوامر دولية في لاهاي وعدد من الدول التي تسعى إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى بدون مفاوضات مع إسرائيل، وهذا المزيج يخلق خطرا واضحا ومؤكدا على أمن إسرائيل ومستقبلها علاوة على الخطر على مستقبلها كديمقراطية فاعلة.
ودعا في السياق إلى التوصل لاتفاق فوري لإعادة الرهائن في غزة إلى ديارهم حتى على حساب الالتزام بإنهاء الحرب وتهدئة الوضع في الجنوب والشمال من خلال اتفاق دبلوماسي ولو مؤقت بوساطة أمريكية، وإعادة من تم إجلاؤهم من جنوب وشمال إسرائيل إلى منازلهم وتجديد ترساناتة الأسلحة والسماح للقوات بالتعافي وعودة الاقتصاد إلى عمله الطبيعي.
ويقول إيهود بارك: “إذا نجحنا في استعادة علاقتنا الوثيقة مع الإدارة الأمريكية، فقد يمكّننا ذلك من المضي قدما في التطبيع مع المملكة العربية السعودية وتشكيل قوة عربية تحل محل القوات الإسرائيلية في غزة توفر الدعم لعودة السيطرة المدنية من قبل جهة فلسطينية غير حماس”.
وأضاف أن كل هذا لابد أن يكون مصحوبا بجهد لمنع أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية وإخراج إسرائيل من عزلتها الدولية، وبكلمات أخرى “نعم” لبايدن و”لا” كبيرة لإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش”.
ويفيد إيهود باراك: “لكل من يتساءل كيف يمكننا إنهاء الحرب قبل تحقيق النصر المطلق.. فإليك إجابتي: نحن بعيدون عن النهاية في غزة سبعة أشهر على الأقل وفقا لمستشار الأمن القومي هنغبي، وسنوات وفقا لحزب الوحدة الوطنية رئيس الحزب وعضو مجلس الوزراء الحربي السابق بيني غانتس وحتى ذلك الوقت سيعود المخطوفون في توابيت أو أن مصيرهم سيكون مثل مصير رون أراد، مع الأخذ في الحسبان هذه المعطيات فإن إهمالهم لسنوات يعني تفكك الأساس الأخلاقي للمجتمع والدولة”.
وشدد على أن “النصر المطلق هو شعار فارغ منذ البداية فبالإدارة الفاشلة لنتنياهو نحن أقرب إلى الفشل المطلق، وبخصوص وقف الحرب بالتزام دولي يجب التذكر بأنه إذا حماس أو حزب الله قاما بتهديد إسرائيل بعد نصف سنة أو بعد سنة ونصف السنة بشكل يقتضي العمل، فيمكن لحكومة سيادية في إسرائيل أن تقرر العمل رغم الالتزام”.
وأوضح أن “هذا يسري على أي رئيس حكومة في المستقبل، وبالتأكيد على نتنياهو الذي خرق مرات كثيرة الالتزامات السياسية والدولية”.
وقال “سيكون هناك من سيقولون لماذا بالذات يجب علينا العمل، وأنا أقول لهم إن الأمور السيئة تحدث عندما يصمت الأشخاص الجيدون”، مضيفا أن “آخرين في مواقع تأثير سيصعبون الأمر ويقولون هل حقا حان الوقت للعمل؟ وأنا اقتبس دانتي وأقول لهم المكان الأكثر سخونة في جهنم محفوظ لمن اختاروا الوقوف جانبا عندما كان مطلوب القيام بحسم أخلاقي”.
وختم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بالتأكيد على أن “عدم النجاح في إسقاط هذه الحكومة ورئيسها بشكل مبكر يعرض للخطر مستقبل واستمرار وجود إسرائيل.. لقد حان الوقت للعمل، ونحن لن نغفر لأنفسنا والأجيال القادمة لن تغفر لنا إذا مشينا بعيون مفتوحة، ولكن مصابين بالعمى نحو الهاوية الأخلاقية والتهديد الوجودي الذي يوجد أمامنا كما أن المقاتلين الحالمين في الأجيال السابقة.. قادة وجنود الجيش الإسرائيلي الآن ينتظرون منا النهوض والعمل وهذا الأمر في أيدينا نحن علينا معرفة كيفية العمل”.
المصدر: “هآرتس”