رادار 360 – معاذ خلف
رغم الخلافات الداخلية ، و الحرب الأهلية داخل اليمن ، الا ان الشعب اليمني لم ينسى يوما واجبه تجاه اشقائه الفلسطينيين ، و التزامه بالدفاع عن الأقصى المبارك و القضية الفلسطينية ، بغض النظر عن الانتماء و الأيديلوجيا لكلا الشعبين .
منذ أن كانت قوات الثورة الفلسطينية في الشتات ، لم يبدي اليمن اي تقصير تجاه واجبه في دعم القضية الفلسطينية ، فقد استضافت اليمن في النصف الثاني من القرن الماضي قوات الثورة الفلسطينية و أنشأت لهم معسكرات تدريب و كانت داعما حقيقيا في الصراع العربي الصهيوني ، و لأنه لا مجال لأذكر الكثير من المواقف البطولية و التضامنية للإخوة في اليمن تجاه قضيتنا في هذا المقال الا ان أحداث 2024 تختصر الكثير .
عندما بدأت أحداث السابع من اكتوبر 2023 و مضى الأسبوع الأول منها ، ورأى أحرار العالم وحشية الإحتلال ، اتجهت الأنظار فورا الى محاور المقاومة الأخرى ، و بحث الجميع عن شعار وحدة الساحات ، في الوقت الذي ارسلت فيه واشنطن حاملة طائرات و فرقاطات حربية على شواطئ المتوسط ردعا لمحاور المقاومة ، غير أن محاور المقاومة لم تهاب الوجود الأمريكي و تحقق بالفعل شعار وحدة الساحات ، فقد بدأ حزب الله حربه مع الكيان بشكل تصاعدي تدريجي ، و انطلقت الصواريخ و الطائرات المسيرة من العراق تجاه العمق الإسرائيلي ، أما اليمن فكان لها التأثير الأكبر على هذه الحرب ، فقد قررت معاقبة العالم أجمع عن طريق اغلاق شريان الحياة البحري مضيق باب المندب ، ثم تطور الوضع في تصاعد لإستهداف السفن الغربية في البحر الأحمر ، ثم بحر العرب و البحر المتوسط ، أي ان امام كل تصعيد اسرائيلي كان اليمنيون يصعدون ايضا ، غير آبهين بالرفض و الترهيب الأمريكي الغربي ، و حتى بعد ان شكلت امريكا و بريطانيا قوة لمحاربة اليمنيون و تأمين خط الملاحة لم يرتدع اليمينون بل ازدادت عمليات استهدافهم للسفن الغربية الند بالند مع الولايات المتحدة ، الى ان وصل التصعيد لاستهداف حاملة طائرات امريكية !
إحداث أزمة عالمية في خطوط النقل يشكل تهديدا للدول الكبرى ، فهو مؤثر قوي على اقتصادات تلك الدول لا سيما الدول النامية ، و من اسباب ارتفاع الأسعار و التضخم ، اي ان ازمة اقتصادية عالمية حدثت بفعل تضامن اليمنيون مع أشقائهم في فلسطين و القضية الفلسطينية .
الحرب بين المقاومة الفلسطينية و اسرائيل و من خلفها امريكا تخضع لعوامل ضغط على كلا الطرفين ، و غالبا ان النصر سيكون لمن يستمر في حربه برغم عوامل الضغط تلك ، فالمقاومة الفلسطينية لم يكن لديها يد تلوى سوى استهداف المدنيين وقد استهلكتها اسرائيل منذ اليوم الأول ، اما اسرائيل و امريكا فعوامل الضغط عليهم كثيرة اقتصاديا و سياسيا و عسكريا ، فقضية عائلات الأسرى عامل ضغط داخلي هام جدا على ناتنياهو و حكومته ، ورقة اتساع الحرب لحرب اقليمية ورقة ضغط على امريكا و اسرائيل في يد ايران و محاور المقاومة ، الحرب اليمنية على السفن الإسرائيلية و الغربية ورقة ضغط على اسرائيل و الغرب برمته .
تستمر الحرب دون نيه اسرائيلية لإنهائها و هي تتجه للتصعيد في الشمال مع لبنان ، مع ضغط من قبل المقاومة جنوبا ، مع تصعيد يمني لإستهداف للملاحه في الإقليم .
“عندما يذكر اسم اليمن يتذكر الجمهور العربي الشجاعه و الرجولة و التضامن ، و الدخول في حرب كبيرة مع اقطاب غير متساوية عسكريا فقط لنصرة الحق ! “