مقالات معاذ خلف

الرد الإيراني اللبناني.. نطاقه واحتمال اتساعه

الرد الإيراني اللبناني.. نطاقه واحتمال اتساعه

رادار 360 – معاذ خلف

يعيش العالم أوقات عصيبة لا سيما إسرائيل والغرب انتظارا للرد الإيراني اللبناني على إسرائيل ، بسبب حماقة بل حماقات ارتكبتها إسرائيل في حق كل من لبنان و ايران و فلسطين ،فقد اغتالت الرجل الثاني في حزب الله الشهيد “فؤاد شكر” و اغتالت الرجل الأول في حماس الشهيد “إسماعيل هنية” على أراض إيرانية ، وهذا يعد انتهاك صارخ للقانون الدولي و نظرية الأمن القومي للدول ، غير ان فلسطين سقطت من معادلة الرد لأنها بطبيعة الحال تعيش حرب مفتوحة مع الاحتلال ، كما ان إمكاناتها العسكرية متواضعه و غير مؤثرة ، فهي ليست بقوة حزب مسلح بمنظومة صاروخية خارقة كحزب الله ، وليست دولة او قوة إقليمية كإيران .

إسرائيل و منذ الحرب على غزة تسير في خطوات تصعيدية ، أشعلت جبهة لبنان و اليمن و العراق وسوريا و ناصبت إيران العداء ، و هذه الخطوات من شأنها ان تهدد الإقليم العربي و الإسلامي بالكامل بحرب شاملة وهو ما حذر منه الباحثون تحت مسمى “الحرب الإقليمية” .

في أي حرب إقليمية بالمنطقة نسبة بقاء إسرائيل في فلسطين لا تتعدى 30% ، لعدة أسباب ، أولها ان العرب و حتى المطبعين معها يرون ان الكيان يمثل سيف امريكي مسلط على رقابهم ، ثانيها ان ايران و اذرعها كقوة اكبر من قوة الكيان ، ثالثها ان إسرائيل بالفعل وبعد 10 اشهر من حرب غزة انهكت و فككت من الداخل ، و قد يكون سقوطها من الداخل اسرع من سقوطها من الخارج .

غير ان الدول الكبرى لهم رأيا أخر ، فأمريكا و الغرب يحاولون بكل ما اوتوا من قوة منع اشتعال حرب إقليمية لأنها و في هذه المرحلة ليست في صالحهم ، فالسبب الأول هو البقاء على خط عودة مع ايران فضلا عن تدميرها لأن وجودها واذرعها في المنطقة يخدم سياساتهم ، و ثانيها ان الغرب بالفعل متورط في جبهة أوكرانيا مع روسيا و الأمور هناك على حافة حرب عالمية ، و أن الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط ستتحول سريعا لحرب عالمية نتيجة استغلال روسيا و الصين لهذه الحرب .

اما روسيا وموقفها هو الأهم نظرا للعلاقة الإستراتيجية الحديثة التي أصبحت تجمعها مع ايران ، فقد اتصل بوتين بآية الله خامنئي وقال له صراحة ، “نريد ضربة محدودة !” .

اذا لا أحد من أقطاب العالم يريد حربا إقليمية، و هذا الموقف سيجعل قادة ايران يعيدون حساباتهم في شكل الرد و ادواته و نطاقه !

اما الجبهة اللبنانية فالخوف كل الخوف يأتي من هناك ، لأن نصر الله لن يتوانى عن تسديد ضربة موجعه لإسرائيل و هذا الرد قد يعطي إسرائيل سببا لشن حرب مفتوحة مع لبنان ، هذه الحرب قد تأكل الأخضر واليابس في لبنان ، لذلك يبذل الرئيس الفرنسي ماكرون مجهودات مضنية عبر الطرفان لمنع الوصول لحرب مفتوحة بين إسرائيل ولبنان .

نتيجة تحليلي للموقف ، أتوقع ردا موجعا لإسرائيل من قبل ايران و حزب الله ، و تعاطي إسرائيل مع هذا الرد و إمكانية استيعابها له هو من سيحدد الخطوة الثانية من الصراع ، و لأن إسرائيل خارج منظومة العمل الدولي القانوني و الأخلاقي والإنساني فأنا لا استطيع ان أتوقع رد فعلها !

ارسال أمريكا للبوارج و الطائرات الحديثة للبحرين الأحمر والأبيض المتوسط ما هو الا رسائل طمأنة لإسرائيل التي تكاد تموت رعبا من انتظارها الرد وضغط مباشر على ايران لكي لا ترد و ان ردت فالرد يكون في اضيق الحدود ، و ان تأخر الرد الإيراني و اللبناني عدة أيام أخرى أتوقع من إسرائيل ان تبدأ هي الحرب مع كلاهما  .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى