بسبب العولمة و الإنترنت و تحول العالم الى قرية صغيرة ، أصبح الرئيس الأمريكي هو من يحكم العالم فعليا ، هو أكثر شخصية على وجه الأرض تمتلك نفوذ فعلي وسلطة على الكوكب ، لذلك السباق الى البيت الأبيض أصبح محفوف بالمخاطر !
قضايا عالمية و قرارات خطيرة يجب ان يتم حسمها في البيت الأبيض خلال السنوات القادمة ، لا سيما ان العالم على حافة حرب عالمية ثالثة ، أولها و الأكثر الحاحا الحرب الروسية الأوكرانية و مدى نسبة تدخل الناتو في الحرب بطريقة مباشرة او غير مباشرة ، ونوع الأسلحة التي يمد بها الغرب كييف ، و مدى ضرباتها ، جميعها عوامل مساهمة بشكل كبير في امكانية وصول العالم لحرب نووية .
القضية الأخرى و التي تلي قضية اوكرانيا هي تايوان و توازن الرعب بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية ، حرب باردة بين الطرفين لا سيما تجاريا ، و الخطأ بإدارتها امريكيا يعني غزوا صينيا لتايوان و ايضا المحصلة واحدة و هي الوصول لحرب عالمية ثالثة !
ثم تأتي قضية الشرق الاوسط و الصراع العربي الإسرائيلي الذي تجاوز كافة الخطوط الحمراء في الحرب الأخيرة ، و تأهب كل من ايران و اذرعها العسكرية في المنطقة للإنقضاض على اسرائيل و محاولة ادارة بايدن استقطاب دولا جديدة في المنطقة للتطبيع مع الكيان ، بدلا من الظروف التي سببتها اسرائيل للحاجة الملحة للوصول الى حرب شاملة قد تنتهي بإنتهاء اسرائيل من الوجود!
اذا قضايا ملحة و شائكة بإنتظار الحسم ، و النتائج اما استقرار العالم على وضعه الحالي و الوقوف على حافة الهاوية ، او التراجع بضع خطوات للخلف عن طريق افساح المجال للمفاوضات مع روسيا ، او الوصول الى حرب عالمية بالفعل .
لا تثق النخبة السياسية الامريكية بالرئيس ترامب ، ولا في قدراته ، و يعتقدون أنه دخيل على عالم السياسة ، تجربتهم الاولى معه في الفترة الرئاسية الاولى كافية لأن تجعلهم يفقدون الثقة في قراراته ، فسياسة الانكماش التي اتبعها جعلت من الولايات المتحدة الامريكية صغيرة جدا عالميا في وقت كان يستغل فيه الساسة الامريكيين من الحزب الديمقراطي الاعلام و السوشيال ميديا لبسط نفوذ امريكي اكبر على العالم .
ناهيك عن ملفات الهجرة غير الشرعية و الرعاية الصحية و تقنين اوضاع المهاجرين و حقوقهم التي يعارضها الرئيس السابق ترامب تماما .
بدأت الحرب بين الديمقراطيين و الجمهوريون بقيادة ترامب حين قرر ترامب خوض الانتخابات الرئاسية 2024 ليفوز بولاية رئاسية جديدة كمرشح فائز عن الحزب الجمهوري ، غير ان الادارة الأمريكية الحالية قد لاحقته بعدة قضايا و فرضت عليه غرامات بأكثر من 453 مليون دولار ، و منها قضية دعوة انصاره للتظاهر امام الكابيتول للإعتراض على نتائج الانتخابات 2020 التي ربحها بايدن وصولا للبيت الابيض .
غير ان القضايا لم تكتمل ، أدين ترامب اليوم في قضية شراء الصمت ، اشارة لشراء صمت ممثلة اباحية مارس معها علاقة سابقا و اتهم ب 34 تهمة سيصدر الحكم فيها ضده في 11 يوليو في حين ان محاميه توعد بالطعن على الحكم الصادر .
الملاحقات القضائية بهذه الشراسة ضد ترامب تعني ان الصراع نحو البيت الابيض اصبح محموم و محفوف بالمخاطر ، و هناك ساسة لا يريدون لترامب ان يصل بأي شكل و مهما كان الثمن ، الا ان المؤشرات حتى الان تخبرنا ان الفوز و الوصول للبيت الابيض 2024 سيكون من نصيبه ، اما الاعلامي الشهير تاكر كالرسون فقد توقع مرات عدة اغتيال ترامب قبل دخوله البيت الأبيض !
“ترامب رجل شعبوي يريد احداث تغيير حقيقي في السياسة الامريكية الداخلية و الخارجية ، غير ان واضعوا السياسات الامريكية العالمية و “الدولة العميقة” لن يسمحوا له بالكثير هذا ان سمحوا له بالوصول للبيت الابيض “