مقالات

سيف الإسلام القذافي بين الجماهيرية و 17 فبراير

سيف الإسلام القذافي بين الجماهيرية و 17 فبراير

سيف الإسلام القذافي بين الجماهيرية و 17 فبراير

هو رجل ناضج ، متعلم ، و مثقف ، درس الحالة جيدا في جماهيرية العقيد ، و حدد مواطن الخلل و العلل ، و لكنه لم يكن يملك استراتيجية آمنة للتغيير ، فوقع في المحظور .

حصل سيف الإسلام القذافي على درجة دكتوراه في العلوم السياسية من بريطانيا ، وعاد الى الجماهيرية ليحلل مواطن القصور ويبدأ بالإصلاحات ، وللأسف خطواته تلك كانت بدعم من المجتمع الدولي ،  استقبل العقيد اصلاحاته و تغييره في الهيكل الأمني للجماهيرية بحسن نيه ، وبعد طمأنة امريكية ان الأمور تسير على ما يرام ، فاطلق سيف الاسلام سراح المعتقلين الليبيين من جوانتامو و اطلق من هم في سجون الجماهيرية من المتشددين و منحهم اموالا و امتيازات في سبيل تصفية الخلافات السياسية للإنطلاق نحو التنمية ، و كانت خطواته تلك تلقى معارضة عنيفة من رفاق والدة و قادة اللجان الثورية غير ان العقيد رحمه الله لم يستمع له وترك سيف الاسلام لينفذ برنامجه .

ظن ان الأوضاع السياسية قد استقرت في البلاد وأطلق برنامج “ليبيا الغد” الذي سبق فيه قادة 17 فبراير نحو محو جماهيرية العقيد واعادة تشكيلها ، وقد بدأ بالفعل بخطوات مدروسة تنفيذ برنامجه التنموي الذي وان تم سيجعل ليبيا في مصاف الدول الرائدة في المنطقة ، وهذا اشعل الغيره في قلوب قادة و حكام دول عدة يظنون الان انهم افضل مدن و دول المنطقة و كانت طائراتهم هي اول طائرات اخترقت الاجواءالليبية بعد قرار مجلس الأمن .

لم يكن يعلم سيف ما يحاك في الخفاء على مستوى تنظيم المتشددين الذين اطلق سراحهم ومنحهم المال ، ولا على مستوى الأمريكان الذين اعطوا له ضوء اخضر زائف .

حتى انطلقت شرارة الانتفاضة في بنغازي و هاجم المتشددين المنتفضين واتهموا الجيش الليبي عبر القنوات الاخبارية ان من هاجمهم هو الجيش الليبي ، لتشتعل الحرب الأهلية في ليبيا و يتدخل الناتو ويسقط جماهيرية العقيد .

منذ 17 فبراير 2011 و حت الأن لم يحقق قادة فبراير اي نجاح يذكر على العكس تحولت ليبيا الى دولة فاشلة ، هذا لأن برنامج 17 فبراير هو بالأساس برنامج سيف الاسلام ، وبعد فقدان سيف فقدت البوصلة و تحولت الدولة لفوضى بعد تدمير مؤسساتها من قبل الناتو .

الواقع الأن يقول ان طرفا فبراير غير مقبولين بالنسبة للشعب الليبي بعد ان اكتشفت الحقيقة ، و في اي انتخابات قادمة غالبية الاصوات سوف تذهب لسيف الاسلام ، أليس هو صاحب مشروع ليبيا الغد الحقيقي ؟

الا يعتبر الطرف الوطني الوحيد بعد 17 فبراير الذي لم يستعين بالخارج ولم يرهن لهم ليبيا ؟

الا يعتبر حل وسط او افضل الحلول بين حفتر والدبيبة ؟ الشرق و الغرب ؟ الجماهيرية و 17 فبراير ؟

ألن يوقف سفك دماء أبناء الشعب الليبي ويحقنها ؟

“سيف الإسلام ليس مثيرا للجدل ، ولكن بوضوح برنامج ليبيا الغد كان هو التغيير الحقيقي الذي سيحدث لليبيا وبطريقة ناعمة دون حروب و سفك دماء ! الغرب والمتشددين الاسلاميين استعجلوا الخطوات و سبقوا بخطوة للخلاص من العقيد و نسف ليبيا واعادتها قرنا للوراء و الاستفادة من ثرواتها و فقدان سيادتها ، ليس امام الشعب الليبي خيارات !”

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى