مقالات

معاذ خلف : ما الذي تغير بين نكبتين ؟

معاذ خلف

الشعب الفلسطيني موعود بالنكبات في مواجهة اسوأ احتلال عرفه التاريخ ، 76 عاما مرت و لم يتغير شيء في واقع الصراع ، بل قضم الإحتلال أراضي اكثر ، و انحسرت الرقعة التي يقطنها الفلسطينيون في دولتهم وفوق أرضهم .
في 15 مايو 1948 اعلنت القوات العربية شن حربا على االعصابات الصهيونية البلماخ و الإرجون و الهاجاناه و الشتيرن في فلسطين لطرد تلك العصابات و المليشيات من القرى و المدن الفلسطينية ، ولكن ما حدث هو العكس ، هجر ابناءالمدن والقرى الفلسطينية ، في تواطئ دولي واضح ، و صمت و تواطئ بريطاني لأنها كانت دولة الإنتداب على فلسطين و بيدها حفظ الامن .
هزم الشعب الفلسطيني الى جانب القوات العربية “شرق الأردن و مصر و سوريا و العراق” ، و اطلق عليها حرب النكبة و استشهد نحو 15000 فلسطيني و 7000 مقاتل عربي ، وسميت انذاك بالنكبة لأن الجيوش العربية هزمت ، والشعب الفلسطيني هجر وترك أرضه .
كان من المفترض ان تقام دولة فلسطينية على 48% من مساحة فلسطين التاريخية طبقا لقرارات الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية 1947، غير أن بريطانيا نفذت الشق الخاص بإقامة دولة يهودية وتعنتت في تنفيذ الشق الأخر وهو الدولة الفلسطينية .
في العام 1964 شكلت منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني و اخذ الفلسطينيون زمام المبادرة في قضيتهم واستمر الصراع بمراحله المختلفة الذي توج بإتفاقية اوسلو 1993 .
نتيجة مماطلة الاحتلال الإسرائيلي و تعنته لم تنفذ الى يومنا هذا اتفاقية اوسلو ، سوى ان القيادة الفلسطينية أصبحت بالفعل داخل فلسطين ، و لكنها لم تحتفظ بأراضي 1967 ، ولم تقام الدولة الفلسطينية .
الضفة الغربية تقضمها المستوطنات الإسرائيلية في كل يوم حتى تلاشت ، وغزة بين احتلال و حصار .
اخذت حركة حماس زمام المباغته على العدو الصهيوني بعد ان سلكت منظمة التحرير الفلسطينية الطرق السياسية للوصول للدولة و استمر مسلسل نزيف الدم الفلسطيني حتى السابع من اكتوبر 2024 .
لعل أحداث السابع من اكتوبر لم تنتهي حتى الأن و لا ندري ما النتائج السياسية و العسكرية و الوجود على الأرض الذي ستؤول اليه ولكننا لا نستطيع ان نصفها بالنكبة !
استشهاد ما يزيد عن 35000 فلسطيني حتى الان تعتبر خسارة فادحة فهي اسوأ حرب عرفها التاريخ الحديث ، اما تهجير السكان داخل القطاع ليست نتائج نهائية وعودتهم الى اراضيهم حتمية .
كان للمقاومة الفلسطينية المبادرة و المباغته ، فهي من هاجم العدو واوقعت به خسائر كبيرة ، اضافة للخسائر الكبيرة الغير معلنة أثناء الحرب الدائرة ، وكانت الحرب الإسرائيلية ردت فعل لا اكثر ، ورد الفعل دائما ما يشوبه القصور حتى لو حقق نتائج على الأرض تشي بغير ذلك .
من خلال تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، الكيان لا يلتزم بأي اتفاقيات ، او سياسات او قرارات دولية ، وهو ماض في مخططاته من أجل الوصول الى أهدافه بإستخدام القوة والدعم الغربي ، اما نحن الفلسطينيون فنواجه تلك المخططات بمفردنا و بصدور عارية ودون دعم عربي للأسف !
“لن نهين أنفسنا بوصف ما حدث في السابع من اكتوبر بالنكبة ، فالنكبة كانت هزيمة 5 جيوش عربية اما السابع من اكتوبر كان عجز الإحتلال الإسرائيلي عن هزيمة فصيل مسلح واحد فلسطيني !”

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى